الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أسراب الموت.. "شاهد" الروسية كابوس دائم في سماء أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

صعّدت موسكو حربها الجوية ضد أوكرانيا إلى مستويات غير مسبوقة هذا العام، بعد فترات هدوء خلال العامين الماضيين عاد الأوكرانيون لقضاء الليل في الملاجئ قبل نحو ثلاث سنوات منذ بداية الحرب عام 2022، في الوقت الذي أوقفت فيه واشنطن شحنات الذخائر التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن سمائها.

وأصبحت مسيّرات "شاهد" رأس الحربة في الحرب الروسية على أوكرانيا (وهي سلاح منخفض التكلفة ومتوفر بكثرة، ومصمم لإضعاف الدفاعات وكسر الروح المعنوية العامة)، وفي حين أن صاروخ كينجال -الذي أطلقته روسيا أيضًا على أوكرانيا- يمكن أن تصل سرعته إلى 7680 ميلًا في الساعة، فإن صاروخ شاهد ينطلق عادة في السماء بسرعة تزيد قليلًا على 100 ميل في الساعة.

 أطلقت روسيا ما معدله 350 صاروخًا من طراز "شاهد" شهريًا، وفي يونيو الماضي من هذا العام، أطلقت 5438 صاروخًا، وصل منها ما بين 15 و20% إلى هدفها؛ أما البقية فقد أُسقطت أو تعرضت إشاراتها الملاحية للتشويش.

وفي 17 يونيو الماضي شهدت كييف أعنف هجوم جوي لها في الحرب، إذ قُتل 30 شخصًا وجُرح 172 آخرين خلال هجوم ليلي استمر 9 ساعات، أُطلق في أثنائه 539 صاروخًا من طراز "شاهد" على أوكرانيا.

الهجمات الروسية في أوكرانيا

يُمثل المستوى الحالي لإطلاق صواريخ "شاهد" تتويجًا لبرنامج مدته عامان أطلقته روسيا للتطوير الصناعي السريع، بمساعدة أصدقائها، وخلاله صُممت الطائرات المسيّرة في إيران بمكونات من الصين، ووفقًا للتقارير، سيتم تجميعها بواسطة عمال من كوريا الشمالية.

وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتزيد التقارب بين هذه الدول الأربع (روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية) بشكل كبير بسبب عدائها للغرب، وفي مقابل المعلومات الاستخباراتية والنفط والطائرات، حصلت موسكو من شركائها على دعم أساسي في مقاومة الضغوط العسكرية والعقوبات الاقتصادية الغربية.

وتعد طائرات "شاهد" ثمرة هذا التعاون، إذ طُوّرت هذه الطائرات المسيّرة لأول مرة قبل أكثر من عقد في إيران، ولفتت انتباه المراقبين العسكريين عام 2019، وبعد أن اشترت روسيا في البداية شركة شاهدز من إيران، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 2 مليار دولار، أنشأت خط إنتاج خاصًا بها في المجمع الصناعي ألابوجا في تتارستان، على بُعد 600 ميل شرق موسكو.

منذ ذلك الحين، عدّلت روسيا طائرة "شاهد" عدة مرات، وتحتفظ طرزها الحالية بشكل جناح دلتا الأصلي، لكنها تحمل الآن كرات صغيرة من سبائك التنجستن مصممة لتتشتت عند الاصطدام، ما يُسبب ضررًا أكبر، كما مكّنتها تحسينات المحرك وهيكل الطائرة من حمل رؤوس حربية أكبر يصل وزنها إلى 90 كيلوجرامًا.

مسيرات شاهد

في التصميم الأصلي لطائرة "شاهد" الذي قدمته إيران لروسيا، صُنع أكثر من 90% من مكوناتها الكهربائية في الغرب في البداية، إذ استوردت موسكو هذه المكونات عبر تجارة خارجية، ما أتاح لها الالتفاف على العقوبات، أما الآن فتحصل ببساطة على العديد من تلك المكونات من الصين.

وصرّح العقيد يوري إهنات، المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية، بأنه تم اكتشاف أن بعض الطُرز الحديثة تحمل بطاقات "ستارلينك" وبطاقات "سيم" أوكرانية، ما يسمح لها بالاتصال بشبكات البيانات المتنقلة المحلية، ما يوفر اتصالًا مستمرًا مع مُشغّل قادر على مساعدتها على التهرب من أنظمة الدفاع الجوي، كما يستخدم الروس بشكل متزايد طائرات مُسيّرة وهمية لصرف نيران الطائرات المُسلحة.

يُقدّر أن الآلة العسكرية الصناعية الروسية تُنتج أكثر من 6000 طائرة "شاهد" شهريًا، بزيادة 1000 طائرة عن العام الماضي، ويُضيف المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية أنه بحلول نهاية هذا العام، قد يصل إنتاجها إلى 10 آلاف طائرة مُسيّرة شهريًا.

في الأسابيع الأخيرة، لوحظ زيادةً في أعداد الطائرات المسيّرة، بل وسرعتها وصعوبة ملاحقتها، حيث وصلت سرعة بعضها إلى 250 ميلًا في الساعة.