الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا الخاسر الأكبر.. مكاسب روسية على حساب الحرب الإيرانية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران، لكسب جولات جديدة في الحرب الأوكرانية، المستعرة منذ أكثر من 3 سنوات، إلى جانب وقف الولايات المتحدة تسليم أسلحة رئيسية لأوكرانيا في مؤشر جديد على تراجع الدعم لكييف.

يأتي وقف تسليم أنظمة الدفاع الجوي باتريوت في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا هجمات جوية روسية متواصلة، إذ صرّح مسؤول في إدارة ترامب ومساعدان في الكونجرس بأن الولايات المتحدة أوقفت تسليم أنظمة الدفاع الجوي الاعتراضية وأسلحة أخرى مخصصة لأوكرانيا، وتستخدمها بدلًا من ذلك لتعزيز مخزونات البنتاجون.

يعكس قرار الولايات المتحدة وقف تسليم الأسلحة المخصصة لأوكرانيا تراخي إدارة ترامب في مساعدة كييف في دفاعها ضد روسيا، وقد شدّد مسؤولو الإدارة على ضرورة التركيز بشكل أكبر على التهديدات طويلة المدى من الصين، وعلى الاحتياجات العسكرية في الشرق الأوسط، وهو أمر أكثر إلحاحًا.

مكاسب روسية جديد

في حين لا تزال تداعيات حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل تجذب الاهتمام الدولي، بما في ذلك من البيت الأبيض، انتهز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفرصة لتأجيج زخم جديد لحربه المستمرة في أوكرانيا.

وتشير الأخبار الواردة من خطوط المواجهة إلى تقدم روسي حديث في مناطق جديدة في وسط أوكرانيا، إضافة إلى حشد كبير للقوات بالقرب من سومي، عاصمة الإقليم الشمالي الشرقي.

وخلص تحليل أجرته وكالة "فرانس برس"، نقلاً عن بيانات من معهد دراسات الحرب، إلى أن القوات الروسية استولت على أراضٍ في يونيو المنقضي أكثر من أي شهر آخر منذ نوفمبر الماضي، في غضون ذلك، واجه الجيش الأوكراني، الأحد الماضي، ما وصفه بأنه أوسع هجوم جوي منذ أن شنّت روسيا الحرب لأول مرة في فبراير 2022.

استغلال أزمات الشرق الأوسط

ورغم أن مكاسب موسكو لا تزال محدودة نسبيًا وتدريجية، إلا أنها مستمرة، وقد يشير قرار بوتين بتصعيد الهجوم، في وقتٍ لا يزال فيه تركيز السياسة الخارجية للبيت الأبيض منصبًّا على الشرق الأوسط، مع مضاعفة الرئيس دونالد ترامب جهوده للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل سعيًا للتوصل إلى هدنة في غزة إلى جهدٍ مُنسَّق لتعزيز موقف الكرملين في حال نجاح المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

صرّح آموس فوكس، العقيد المتقاعد في الجيش الأمريكي والزميل في مبادرة الأمن المستقبلي بجامعة ولاية أريزونا، لمجلة نيوزويك: "قد نتوقع بعض الهجمات الصغيرة بينما يتركز الاهتمام الاستراتيجي الأمريكي مجددًا على الشرق الأوسط، وقد يستغل بوتين هذا التشتيت المُتصوَّر كفرصةٍ للحصول على المزيد من الأراضي التي ستُفيد روسيا على طاولة المفاوضات".

لا تزال الأهداف العسكرية الروسية دون تغيير منذ أن وضع بوتين خطة سلام في يونيو من العام الماضي، التي أكدها لاحقًا لـ"نيوزويك" سفير روسيا السابق لدى الولايات المتحدة ووزير خارجيتها.

مطالب موسكو

تتضمن الخطة تنازل أوكرانيا عن مقاطعات دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريجيا، التي تسيطر عليها روسيا بشكل كبير، التي ضمتها موسكو رسميًا عقب استفتاء متنازع عليه دوليًا في سبتمبر 2022، كما سيتعين على كييف التخلي عن مساعيها للانضمام إلى حلف الناتو واتخاذ خطوات أخرى رفضها زيلينسكي.

أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التزام روسيا بتحقيق أهدافها الأساسية في زمن الحرب، وذلك في بيان صدر أمس الثلاثاء ردًا على مبعوث ترامب الخاص، كيث كيلوج، الذي اتهم موسكو بتأخير المحادثات الرامية إلى التوصل إلى تسوية.

وقال بيسكوف في بيانه: "نحن مهتمون بتحقيق الأهداف التي حددناها والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها خلال العملية العسكرية الخاصة بالوسائل السياسية والدبلوماسية".

سيطرة على لوهانسك

يُقدَّر أن روسيا سيطرت بالكامل على لوهانسك، وأنها استولت على ما بين 60 و70% من المناطق الثلاث الأخرى المُطالب بها في شرق أوكرانيا، وتخضع شبه جزيرة القرم للسيطرة الروسية الكاملة منذ عام 2014.

ومع اقتراح ترامب، وفقًا للتقارير، تجميد خطوط المواجهة كجزء من خطته للسلام، جادل "فوكس"- العقيد المتقاعد في الجيش الأمريكي- بأن استراتيجية روسيا تهدف على ما يبدو إلى تعظيم المكاسب، لا سيما إذا بدت المحادثات وشيكة.

قال إن أوكرانيا هي التي لجأت إلى "أساليب قاسية" في البحث عن القوى العاملة من خلال تطبيق التجنيد الإجباري، بينما "بالنسبة لروسيا، باستثناء التعبئة في سبتمبر 2022، كان التجنيد يعتمد بالكامل على المتطوعين". في الوقت نفسه، "تتقدم القوات الروسية عمومًا بوتيرة متواضعة لكنها كبيرة منذ الربيع الماضي تقريبًا".