من المستبعد أن تحدث الدبابات الغربية تغييرًا فوريًا فى مسار الحرب بأوكرانيا، وذلك لأن إرسال تلك الأسلحة الثقيلة لكييف لم يخرج عن حيز الوعود حتى الآن، كما أن كييف تحتاج تدريب وحداتها القتالية على تشغيل تلك الأسلحة الهجومية الثقيلة المعقدة لحد كبير، وهو ما يستغرق شهورًا، حسب المحللين.
تعهدت الولايات المتحدة، قبل شهر تقريبا، بتقديم أنظمة دفاع صاروخي "باتريوت" لأوكرانيا، لكنها لم تصل بعد. وتستعد 9 دول لإرسال دبابات إلى أوكرانيا؛ لتدعيم قواتها في مواجهة العملية العسكرية الروسية.
ووافقت ألمانيا على إرسال دباباتها القتالية "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا بعد أسابيع من الضغط المتزايد من الحلفاء الغربيين والمسئولين الأوكرانيين.
كما أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إرسال 31 دبابة "أبرامز إم1" لكييف كدعم جديد لأوكرانيا.
وصول الدبابات الأمريكية يستغرق شهورًا
غير أن مسئولين كبار في الإدارة الأمريكية يقولون إن وصول دبابات "أبرامز" سيستغرق شهورًا وسيتطلب تدريبًا مكثفًا للقوات الأوكرانية على كيفية تشغيلها وخدمتها.
وأكدت النرويج أنها أيضًا سترسل دبابات كجزء من المساعدات الغربية، وقالت إسبانيا وهولندا إنهما قد ترسلان دبابات أيضًا، وتعهدت بولندا وفنلندا بالفعل بإرسال "ليوبارد 2" بمجرد موافقة برلين.
وقال أليكس تشوك وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية، أمس الخميس، إن بلاده تأمل في وصول 14 دبابة "تشالنجر 2"، التي ستمد كييف بها، إلى أوكرانيا في نهاية مارس المقبل. وأشار إلى أن القوات الأوكرانية ستخضع خلال هذه الفترة لتدريبات مكثفة على كيفية تشغيل هذه المركبات وصيانتها.
وصول أول دفعة "ليوبارد" نهاية مارس
وذكر وزير الدفاع الألماني "بوريس بيستوريوس" خلال زيارته موقع تدريبات عسكرية، أن أول سرية من دبابات "ليوبارد" الألمانية من المتوقع أن تصل إلى أوكرانيا بحلول نهاية مارس أو بداية أبريل.
كما توقعت الحكومة البولندية تسليم 14 دبابة قتالية من طراز "ليوبارد" ألمانية الصنع من مخزونها العسكري إلى أوكرانيا في غضون أسابيع.
وذكرت مصادر رفيعة المستوى، لشبكة "سي. بي. سي" الإخبارية الكندية، أن كندا تدرس تقديم أربع دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، لكنها لم تتخذ قرارًا بعد.
خدمة وصيانة الدبابات تحدٍ صارخ لأوكرانيا
وستكون خدمة هذه الدبابات وصيانتها عبر المساحات الشاسعة لأوكرانيا تحديًا صارخًا. وتواجه كييف مشكلات لوجستية وتشغيلية لدمج الأسلحة الغربية الثقيلة والمعقدة إلى حد كبير في وحدات قتالية فعالة.
ويقول "مارك كانسيان" العقيد المتقاعد في مشاة البحرية الأمريكية وكبير المستشارين العسكريين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، إن الحصول على مئات الدبابات سوف يتطلب الوقت والجهد، فعلى الرغم من أن الألمان أنتجوا حوالي 3600 دبابة "ليوبارد2"، إلا أنها منتشرة في عشرين دولة مختلفة، ويجب أن يتم صيانتها وتدريب أطقمها من خلال الخضوع لدورات تدريبية مكثفة، وهو أمر يستغرق عدة أشهر.
وقال "مارك كانسيان" لقناة " القاهرة الإخبارية"، إنه يتوقع أن تبدأ الدبابات في الوصول إلى ساحة المعركة أواخر الربيع المقبل، وأن أي هجمات متوقعة أو هجمات مضادة يمكن أن تكون جارية بحلول ذلك الوقت. وقال: "لسوء الحظ، يبدو أن الحرب ستستمر لفترة طويلة".
بدء استخدامها في الصيف المقبل
من جهته، يرى "إد أرنولد" زميل أبحاث لشئون الأمن الأوروبي، في معهد "رويال" للخدمات المتحدة البريطاني، أن دبابات القتال الغربية الصنع، سواء "تشالنجر أو أبرامز أو ليوبارد"، لديها قدرة تفوق القدرات الروسية من حيث قوتها النارية وقدرتها على الحماية، واستقرارها، وأفضليتها في إطلاق النار أثناء التحرك، وكذلك أفضليتها في تحديد الأهداف، لذا فإن الدبابات الغربية ستحدث فرقا حقيقيا.
غيران أن أوكرانيا – حسب أرنولد- ستظل بحاجة إلى أن تقرر فعليًا كيفية استخدام هذه الدبابات ودمجها في تشكيلات أكبر، والتدريب على تلك التشكيلات، موضحا أن الجيش الأوكراني سيقضي وقتًا أطول في دمج الدبابات الجديدة، وأن كييف من الممكن أن تبدأ في استخدامها الصيف المقبل.