أثارت حرب الـ12 يومًا بين كل من إسرائيل وإيران، وادعاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتدمير البرنامج النووي الإيراني، الانتباه أيضًا إلى الدول التي تمتلك الأسلحة النووية، وأماكن تخزينها في مختلف أنحاء العالم، بحسب "واشنطن بوست".
ويعتقد أن 9 دول منها الولايات المتحدة وإسرائيل تمتلك أسلحة نووية، وحذّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "SIPRI"، من احتمال نشوب سباق تسلح نووي جديد في الأفق.
وفيما يلي نظرة على الدول التي تمتلك أسلحة نووية، ومدى حجم مخزوناتها، ومواقعها، واستنادا على تقارير صدرت أوائل عام 2025، هناك 9 دول تمتلك ما يُقدر بـ12.241 رأسًا نوويًا، وتمتلك روسيا والولايات المتحدة الغالبية العظمى منها، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي، إلى جانب امتلاك المملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل نسبة 13% المتبقية من الأسلحة النووية، وفقًا لاتحاد العلماء الأمريكيين.
أُخرجت بعض هذه الرؤوس الحربية من الخدمة، لكنها لا تزال سليمة ولم تُفكك بعد، مع وجود نحو 9.614 رأسًا حربيًا في المخزونات العسكرية للاستخدام في الصواريخ والطائرات والسفن والغواصات، بحسب اتحاد العلماء الأمريكيين "FAS".
وصنّف باحثو (FAS)، 3.912 من هذه الرؤوس الحربية على أنها "رؤوس حربية استراتيجية وغير استراتيجية منتشرة"، أي أنها إما موجودة على صواريخ عابرة للقارات أو قواعد قاذفات ثقيلة، أو على قواعد مزودة بأنظمة إطلاق قصيرة المدى عاملة.
تقدير الأسلحة النووية العالمية
عادة ما تُبقي الدول على سرية الأحجام الدقيقة لمخزونها النووي، لذا لا يستطيع مراقبو الأسلحة النووية والمحللون سوى تقديم تقديرات لأرقام كل دولة، ويعتقد أن إسرائيل تمثل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتتبع "تل أبيب" سياسة عدم تأكيد أو نفي امتلاكها للأسلحة النووية يُقدر أنها تمتلك نحو 90 سلاحًا نوويًا في حوزتها.
ويقول باحثو الجمعية الأمريكية للعلوم، إنهم استندوا في تقديراتهم إلى معلومات متاحة للعامة، وتحليل دقيق للسجلات التاريخية، وتسريبات عرضية، وهي تتفق مع تقديرات مماثلة أجرتها معاهد بحثية أخرى ومنظمات مراقبة.
وتمتلك 9 دول فقط أسلحة نووية، فإن 6 دول تستضيف حاليًا أسلحة نووية على أراضيها لصالح دول أخرى، 5 دول للولايات المتحدة، وواحدة لروسيا، وفقًا للخبراء.
يُطبّق حلف شمال الأطلسي "الناتو" اتفاقية لتقاسم الأسلحة النووية، حيث تُخزّن الولايات المتحدة عددًا من الأسلحة النووية في مواقع مُحدّدة بأوروبا، وتاريخيًا، التزمت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون الصمت بشأن أماكن وجود هذه الأسلحة، لكن يُعتبر تخزينها في قواعد بإيطاليا وهولندا وألمانيا وتركيا وبلجيكا أمرًا معروفًا.
تُخزّن الدولتان ما مجموعه نحو 100 سلاح نووي تابع للولايات المتحدة داخل حدودهما، وفقًا للحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (ICAN)، وهي تحالف من منظمات تسعى إلى القضاء على الأسلحة النووية وحظرها.
جميع هذه الأسلحة تحت سيطرة الولايات المتحدة، لكن تخزينها داخل هذه الدول الحليفة يُعدّ وسيلة لضمان مشاركة الولايات المتحدة في الدفاع عنها، وفقًا لما قاله لوكاس كوليسا، مدير قسم الانتشار والسياسة النووية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ببريطانيا.
مارس 2023، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خططًا لتخزين أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا المجاورة، وبعد ثلاثة أشهر، زعم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينك، أن بلاده بدأت استلام أسلحة نووية تكتيكية روسية.
وأشار معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، في تقريره لعام 2025 إلى أنه في حين واصلت كل من روسيا وبيلاروسيا ادعاء نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، "لم يكن هناك دليل قاطع على هذا النشر".
في ذروة الحرب الباردة، بلغ إجمالي المخزون العالمي من الرؤوس النووية 70 ألف رأس، وكان الاتجاه السائد، خلال العقود القليلة الماضية، تقليص عدد المخزونات، لكن مع تزايد الصراعات التي تهدد الأمن القومي للدول حول العالم، وفي تقرير الكتاب السنوي للمعهد لعام 2025 حول نزع السلاح النووي والأمن الدولي.
وقال دان سميث، مدير المعهد: "تشير الدلائل إلى أن سباق تسلح نووي نوعي جديد يستعد للانطلاق، وبالمقارنة مع السباق الأخير، من المرجح أن تكون المخاطر أكثر تنوعًا وأكثر خطورة".