خوفًا من حرب شاملة مع روسيا، يركز الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على موانئ القارة كنقاط ضعف محتملة حال احتاج التحالف العسكري إلى إرسال أعداد كبيرة من القوات لحدوده الشرقية، بحسب "وول ستريت جورنال".
وتعزز الحكومات نفقاتها العسكرية التقليدية، لكنها تتطلع أيضًا إلى إدراج الإنفاق على البنية التحتية ومراكز النقل في ميزانياتها العسكرية، في الوقت الذي يخشى المسؤولون التنفيذيون في مجال الشحن البحري من أن إعادة تصميم الموانئ للتعامل مع التحركات العسكرية قد يُقوّض قدرتهم التنافسية، وتعهّد المسؤولون الأوروبيون بموازنة الاحتياجات الأمنية مع الأرباح.
ويهدف الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال القمة السنوية، إلى الاتفاق على زيادة الإنفاق العسكري لـ5% من الناتج المحلي الإجمالي من هدفهم الحالي البالغ 2%، ويُخصّص جزء كبير من الهدف الجديد، وهو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي لأعضاء الناتو، للمجالات غير الفتاكة التي تُعتبر حيوية لتأمين أراضي الناتو، بدءًا من الأمن السيبراني ومرونة الحكومات وصولًا إلى الطرق والسكك الحديدية والموانئ.
واقترح الاتحاد الأوروبي إنفاق ما يصل 75 مليار يورو، أي ما يعادل نحو 86 مليار دولار، في ميزانيته للسنوات الخمس المقبلة على تطوير البنية التحتية للنقل للاستخدام العسكري، لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال أبوستولوس تزيتزيكوستاس، مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي، المشرف على الخطة: "إن القدرة على نقل القوات والمعدات العسكرية بسرعة عبر أوروبا أولوية عسكرية، وإنها ضرورية أيضًا للاستجابة للأزمات، لكن أيضًا لجعل أنظمة النقل لدينا أكثر ذكاءً وقوة".
وأضاف تزيتزيكوستاس، من الاتحاد الأوروبي: "بالتعاون مع حلف الناتو، رسمنا خرائط للممرات ذات الأولوية، وحددنا الاختناقات الرئيسية، وسنواصل توجيه الاستثمارات لتطوير الموانئ الحيوية ومراكز الخدمات اللوجستية".
ويرغب المسؤولون الأوروبيون في تحديد نقاط ضعف الموانئ، مثل نقص البنية التحتية المادية أو ضعف اتصالات الإنترنت، التي قد تعيق التحركات العسكرية، وفي اجتماع عُقد أخيرًا في اليونان لمنظمة الموانئ البحرية الأوروبية، كان تعزيز الأمن البند الوحيد الذي تمت مناقشته.
وقالت كاتارزينا جروزيكا، نائبة رئيس الشؤون المالية في ميناء غدينيا، بولندا: "ندرك أن ذلك ضروري، لكن لا يزال يتعين علينا تحقيق القدرة التنافسية، وقد يتردد المستثمرون من القطاع الخاص في استثمار أموالهم بشركات تستهدفها روسيا".
وحدد الاتحاد الأوروبي، 500 نقطة ساخنة تحتاج إلى تطوير لمواجهة مواجهة محتملة مع روسيا، وفقًا لأشخاص مطلعين بشكل مباشر على الأمر.
وتلعب الموانئ دورًا محوريًا في خطط دفاع حلف الناتو، منذ تأسيسه عام 1949، وسيشهد أي صراع في أوروبا تدفق أعداد كبيرة من القوات الأمريكية وإمدادات هائلة من المعدات الأمريكية إلى القارة عبر البحر.
وتتدرب قوات الناتو بشكل روتيني على نقل القوات عبر الموانئ، وفي أحد التدريبات هذا الربيع، تدرب نحو 25 ألف جندي أمريكي وحلفائهم، مع 3000 قطعة من المعدات، على الانتشار في أوروبا عبر موانئ تمتد من شمال النرويج إلى شرق اليونان.
بعد عودة ترامب إلى منصبه وإحجامه عن الضغط على روسيا بشأن حربها ضد أوكرانيا، تحركت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراتها الدفاعية بشكل كبير.