الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دبلوماسي هندي لـ"القاهرة الإخبارية": الشراكة الاقتصادية بين الهند ومصر ضرورة استراتيجية (حوار)

  • مشاركة :
post-title
السفير نافديب سوري

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

تولي الرئيس السيسي الحكم أظهر رغبة مصر في التعاون مع الهند

مصر والهند ساعدتا بعضهما البعض خلال الأوقات الصعبة

زيارة الرئيس المصري تعطي زخما للعلاقات بين البلدين

في عهد "مودي" والسيسي" ستتحقق أهداف العلاقات الثنائية

أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بالزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للهند، ووصفها بأنها تاريخية وتشكل "سعادة هائلة لجميع الهنود"، وتعد مشاركة الرئيس المصري هي الأولى كضيف رئيسي في يوم الجمهورية الهندي، الذي يصادف التاريخ الذي دخل فيه دستور الهند حيز التنفيذ في 26 يناير 1950.

وتعليقا على هذه الزيارة، حاور موقع "القاهرة الإخبارية" السفير نافديب سوري، زميل معهد "أوبزرفر" للدراسات، وسفير الهند السابق في مصر والإمارات، والمفوض السامي الهندي في أستراليا، وساهم في بناء علاقات أقوى بين الهند والدول العربية.. وإلى نص الحوار..

كيف تنعكس آثار زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الهند كضيف رئيسي في يوم الجمهورية على العلاقات بين البلدين؟

يعد قرار دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كضيف رئيسي في يوم الجمهورية بمثابة لفتة مهمة، ويجب أن يلعب ذلك دورًا كبيرًا في إضفاء زخم جديد على علاقات الهند مع مصر، أكبر دولة في العالم العربي، فمصر دولة مهمة، بعدد سكان كبير، وموقع يمتد عبر إفريقيا وآسيا، وعاصمة تستضيف جامعة الدول العربية، ووجود دبلوماسي له ثقل في المحافل الدولية، كما أن مصر لاعب محوري في الشرق الأوسط، وهناك علاقة وثيقة بين القاهرة ودلهي بشكل استثنائي، منذ بداية استقلال الهند، وكان هناك توافق أسطوري وفهم شخصي بين رئيس الوزراء الهندي جواهرلال نهرو، والرئيس المصري جمال عبد الناصر، وأصبح الاثنان نصيرين لحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة في الستينيات، وعلى المستوى السياسي، كان البلدان قريبين بدرجة كافية وكان هناك العديد من أوجه التعاون في الستينيات، حتى أصبحت سيرة المهاتما غاندي ورابيندراناث طاغور مألوفة في مصر، وتُرجمت عنهما إلى العربية من قبل شخصيات بارزة في الأدب العربي.

ما هي دلالات أهمية العلاقة بين مصر والهند؟

منذ تولي الرئيس السيسي السلطة في عام 2014، أظهرت مصر نيتها في التعاون مع الهند، وبدا ذلك من خلال مشاركته في قمة منتدى الهند وإفريقيا في دلهي في عام 2015، ومرة أخرى من خلال زيارة في عام 2016، وكان من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء ناريندرا مودي بزيارة إلى مصر في عام 2020 ولكن تم تغيير الخطط بسبب تفشي فيروس كورونا.

ذكرت العلاقات بين مصر والهند في زمن عبد الناصر ونهرو.. كيف تقيمها الآن؟

أظهر كلا البلدين حسن النية المتبادل من خلال مساعدة بعضهما البعض في الأوقات الصعبة على مدار العامين الماضيين، فعندما تضررت الهند بشدة من الموجة الثانية من فيروس كورونا، استجابت مصر بإرسال ثلاث شحنات جوية من الإمدادات الطبية وتوفير 300 ألف جرعة من عقار "رمديسفير" في مايو 2021، وردت الهند بالمثل بعد عام في أعقاب التوقف المفاجئ لشحنات القمح بسبب الأزمة الأوكرانية، حيث قامت دلهي بإرسال شحنة أولية تبلغ 61 ونصف طن متري من القمح في مايو 2022، ومهدت الاستجابة الهندية الطريق لمصر لزيارة مناطق زراعة القمح في الهند واعتبار الهند ضمن موردي القمح المسجلين بشكل منتظم.

هل أنت راض عن التعاون الثنائي الحالي بين البلدين؟

استثمر عدد من الشركات الهندية في مصر، وقد أبلت بلاءً حسنًا، منها مصنع تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار أمريكي، ومجموعة مصانع في بورسعيد التي تعد الأكبر في المنطقة وتعمل في إنتاج الصودا الكاوية والـ"بي في سي"، وتخطط تلك المجموعة للتوسع، ومن الأمثلة الناجحة الأخرى مصنع للكربون في الإسكندرية، وكذلك مرافق تصنيع مهمة أخرى.

هل تعتقد أن مناخ الاستثمار في مصر يمكن أن يجذب المستثمرين؟

بالتأكيد فإن 455 كيلومترًا مربعًا في منطقة قناة السويس تستحق اهتمام من قبل الشركات الهندية، بسبب أهمية الموقع، فقناة السويس ممر مائي يمثل أقصر طريق بين الأسواق الأوروبية والآسيوية، كما أن السفن التي تعبر القناة سنويًا -ويقارب عددها 18 ألفا- تمثل 20 % من التجارة البحرية في العالم، كما عززت مصر جاذبيتها الاستثمارية من خلال سلسلة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تمتد عبر إفريقيا مثل اتفاقيات "أكفتا، أغادير، الكوميسا"، وعبر أوروبا مثل اتفاق "التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي"، ومع أمريكا اللاتينية مثل اتفاق "ميركوسور" وعبر العالم العربي من خلال اتفاق "جافتا"، ومن خلال الاستفادة من تلك المقومات، تحاول مصر تأمين الاستثمار في العديد من القطاعات المتميزة، بما في ذلك قائمة طويلة تشمل التزود بالوقود والخدمات اللوجستية؛ والمسبوكات، والخلايا الشمسية البتروكيماويات، والأدوية، وبرمجة التطبيقات، والأعمال الزراعية، ومواد بناء، والبطاريات الكهربائية والإطارات والسيارات، والمنسوجات والملابس، ومؤخرًا الهيدروجين الأخضر.

هل يمكن للمستثمرين الاستفادة من تلك التسهيلات؟

بالنسبة للهند، الشراكة الاقتصادية الأعمق مع مصر تكتسب ضرورة استراتيجية إضافية، وفي نفس الوقت، تحتاج مصر إلى بذل المزيد من الجهد لتسويق نفسها كوجهة استثمارية للشركات الهندية الكبيرة.

ما رأيك في العلاقة المستقبلية بين البلدين؟

في الوقت الحالي، هناك مؤشرات واضحة على أن الهند في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي ومصر في عهد الرئيس السيسي تتجهان نحو تحقيق الأهداف في العلاقات الثنائية التي لم تتحقق على مدى العقود الأربعة الماضية.

وسوم :سياسة