أثار تفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي بإيموجي الضحك في الدول العربية، على الرد العسكري الإيراني على الهجمات الإسرائيلية غضبًا في تل أبيب، ووُصِف بأنه معاداة السامية، ودعوات للعنف ضد المواطنين الإسرائيليين والمجتمعات اليهودية.
وزعمت مراجعة شركة "سايبر وول" الأمن السيبراني والتي تدعي مراقبة الخطاب المعادي للسامية عبر الإنترنت، وجود ارتفاع حاد في الدعوات إلى العنف ضد المواطنين الإسرائيليين واليهود في الخارج على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى تخوفات من التحريض الإلكتروني على إيذاء لليهود.
وأرجعت المنظمة الإسرائيلية الموجة الجديدة من معاداة السامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، مشيرة إلى منشورات التعاطف مع استهداف المؤسسات العبرية وإصابة الإسرائيليين، واقترانها باستخدام "إيموجي الضحك".
وقالت تال-أور كوهين مونتيماير، الرئيسة التنفيذية للشركة لموقع "كالكاليست" العبري: "نشهد تزايدًا واضحًا في معاداة السامية على منصات التواصل الاجتماعي في ظل الهجوم الإيراني على إسرائيل".
وأضاف: "نشهد تعاطفًا وتمجيدًا لإيذاء المدنيين الإسرائيليين، ودعوات واضحة ومميزة للعنف، وتعاطفًا مع إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية والمواطنين في إسرائيل".
وأشارت المنظمة الإسرائيلية إلى إعادة مشاركة منشور عن أحد المباني المتضررة جراء الهجوم الصاروخي، مع إضافة عبارة: "أحسنت يا إيران، عسى أن يغادروا العالم إلى الأبد"، متبوعة بسلسلة من الرموز التعبيرية الضاحكة.
كذلك أشارت إلى استخدام لغة مُرمّزة، مثل عبارة "الصهاينة"، للحديث عن اليهود والإسرائيليين. لافتة إلى الاستخدام المتكرر للنداء القصير "خيبر خيبر يا يهود". ويشير النداء إلى غزوة خيبر التاريخية في عهد النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ضد اليهود.
ووفقًا للمنظمة، تم استخدامه في للاحتفال بالهجمات الإيرانية على إسرائيل، والترويج لمزيد من الرد.
وادعى الموقع العبري أن تلك المنشورات تمثل تحريضًا ضد الجاليات اليهودية في الخارج وتحميل اليهود مسؤولية جماعية عن أفعال دولة إسرائيل.
وفقًا لبيانات المنظمة، على مدار الأشهر الثلاثة عشرة الماضية، نُشرت النسخة الفارسية من "خيبر" بمعدل 15 منشورًا يوميًا على موقع التواصل الاجتماعي "إكس".
في اليوم الأول من الحرب، نُشر 480 منشورًا بهذه الدعوة. وأمس الأول، حطم تداولها رقمًا قياسيًا، حيث نُشرت في 1061 منشورًا. ومنذ بدء الهجوم، تم تداوله في 3276 منشورًا، وحصد 2.9 مليون مشاهدة.
ومع ذلك، أقرت الشركة الإسرائيلية أيضًا بأن موجة التحريض الحالية ليست نتيجة نشاط مُنسّق للحملات الإلكترونية، بل تأتي من مستخدمين عاديين، مدعية "أن هذه اللامركزية تزيد من نطاق وصعوبة توقع العواقب المحتملة خارج الإنترنت".
وادعت مونتيماير وجود قلق حقيقي، وقالت زاعمة: "يُشكّل التحريض الإلكتروني تهديدًا للمجتمعات اليهودية في الشتات.. وهناك قلق من أن يُصبح الخطاب الإلكتروني أرضًا خصبة للتطرف والعنف ضد المجتمعات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا".
ومنذ فجر الجمعة 13 يونيو، تشن إسرائيل هجمات واسعة على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.