الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يخشون الانخداع بـ"سيناريو العراق".. قرار مهاجمة إيران يُقسّم أنصار ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزمة داخلية مع اشتداد التوترات في الشرق الأوسط، إذ انقسم مؤيدوه -بما في ذلك تحالف "ماجا" الذي أوصله للسلطة مرتين- حول قضية مهاجمة إيران، فبينما يدفع البعض نحو التدخل العسكري، يحذر آخرون من تكرار أخطاء الماضي، ما يضع ترامب أمام أصعب اختبار سياسي منذ توليه المنصب.

تمرد بالقلعة المحافِظة

كشفت مجلة "تايم" الأمريكية عن عمق الانقسام داخل الحركة المحافظة، مؤكدة أنها "باتت مهددة الآن بالتصدع"، ويقود هذا التيار المعارض للحرب شخصيات مؤثرة على رأسها ستيف بانون، المستشار السابق لترامب والصوت المؤثر في تحالف "أمريكا أولًا".

وحذر بانون، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، من أن أمريكا "لا يمكنها أن تفعل ذلك مرة أخرى"، مضيفًا: "التورط في صراع عسكري مع إيران سيمزق البلاد ويجب ألا نكرر تجربة العراق".

وأكد بانون أن "هناك ضغطًا هائلًا على الرئيس ترامب الآن"، في إشارة إلى قوة المعارضة الداخلية لفكرة الحرب.

انضم المذيع السابق في فوكس نيوز تاكر كارلسون، والشخصية المؤثرة في الأوساط المحافظة، إلى بانون، وأطلق تحذيرًا صارخًا من عواقب الحرب.

وقال "كارلسون"، في برنامج بانون، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست": "أعتقد أننا سنشهد نهاية الإمبراطورية الأمريكية، وسيؤدي ذلك أيضًا إلى إنهاء رئاسة ترامب فعليًا".

وشبه كارلسون ترامب بجورج دبليو بوش، محذرًا من أن الحرب قد تصبح "المجموع الإجمالي لإدارته من منظور تاريخي".

رد فعل ترامب

لم يتقبل ترامب هذه الانتقادات بصدر رحب، إذ وصف كارلسون بـ"غريب الأطوار" في رد فعل حاد، وفقًا لما وصفته "واشنطن بوست".

كما انتقد علنًا مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، التي شهدت في مارس الماضي أن إيران لا تبدو وكأنها تبني سلاحًا نوويًا، قائلًا: "لا أهتم بما قالته، أعتقد أنهم كانوا قريبين جدًا من امتلاك واحد".

هذا الموقف الحاد من ترامب دفع النائبة مارجوري تايلور جرين، إحدى أقوى مؤيداته في الكابيتول هيل، للدفاع عن كارلسون ووصفه بأنه "أحد الأشخاص المفضلين لديها".

وقالت "جرين": "الحروب الخارجية والتدخل وتغيير الأنظمة تضع أمريكا في المؤخرة، وتقتل الأبرياء، وتجعلنا مفلسين، وستؤدي في نهاية المطاف إلى دمارنا".

تاكر كارلسون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تحالف ضد الحرب

وكشفت شبكة "إن بي سي نيوز" عن تشكل "تحالف يساري-يميني" غير مسبوق في الكونجرس يهدف لتقييد صلاحيات ترامب في الانخراط بالصراع الإسرائيلي الإيراني.

يقود هذا التحالف النائب الجمهوري الليبرالي توماس ماسي من كنتاكي، المعروف بتمرده على ترامب في القضايا المالية، والنائب الديمقراطي التقدمي رو خانا من كاليفورنيا.

يسعى الثنائي لإخضاع قرار الحرب إلى ضرورة الحصول على موافقة الكونجرس، قبل المشاركة في الصراع بأي شكل مؤثر.

وقال "ماسي"، في تغريدة له: "هذه ليست حربنا، ولكن إن كانت كذلك، فيجب على الكونجرس أن يقرر مثل هذه الأمور وفقًا لدستورنا".

حظي هذا الموقف بدعم واسع من الديمقراطيين التقدميين، مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز ورشيدة طليب من ميتشيجان، وكتبت طليب: "الشعب الأمريكي لن ينخدع مرة أخرى.. لقد كُذب علينا بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق التي قتلت الملايين وغيرت الحياة إلى الأبد، من غير الدستوري أن يذهب ترامب للحرب دون تصويت في الكونجرس".

على الطرف الآخر من المعادلة، تواجه إدارة ترامب ضغوطًا قوية من الجناح التقليدي في الحزب الجمهوري للوقوف بحزم مع إسرائيل ومواجهة إيران عسكريًا.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن شخصيات مؤثرة مثل السيناتور ليندسي جراهام من ساوث كارولينا والسيناتور توم كوتون من أركنساس، تقود هذا التيار.

وقال جراهام، في تصريحات نقلتها الصحيفة، إن على أمريكا تزويد إسرائيل بالقنابل والطائرات "لإسقاط هذا النظام" في إيران.

هذا الموقف يحظى بدعم من شبكة فوكس نيوز، المحطة المفضلة للكثير من الجمهوريين، التي تدعم على "مجموعة تدعو لزيادة الانخراط الأمريكي في الصراع".

وكشفت "تايم" أن هناك تداخلًا بين مؤيدي إسرائيل ومجموعات اليمينية المسيحية، إذ يرى الكثيرون من المسيحيين الإنجيليين أن "بقاء إسرائيل مكون ضروري لعودة المسيح إلى الأرض المادية".

جهود "فانس" للتوازن

في محاولة لاحتواء التوترات المتزايدة، اضطر نائب الرئيس جي دي فانس، المعروف بمعارضته لمعظم أشكال التدخل الخارجي، للدفاع عن ترامب في منشور مطول على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال فانس، وفقًا لـ"واشنطن بوست": "الناس محقون في القلق بشأن التورط الخارجي بعد 25 عامًا من السياسة الخارجية الحمقاء"، لكنه أضاف "أعتقد أن الرئيس قد كسب بعض الثقة في هذه القضية".