الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أقوى من "أم القنابل".. هل تستطيع قنبلة "MOP" اختراق تحصينات المنشآت النووية الإيرانية؟

  • مشاركة :
post-title
صورة من القمر الصناعي لمنشأة "فوردو" شمال شرق مدينة "قم" في إيران

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما من المتوقع أن تدخل الولايات المتحدة شريكا في الصراع بين إسرائيل وإيران، تعتمد تل أبيب على واشنطن في أن تلعب دورًا رئيسيًا في تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض في إيران. 

حيث من المؤكد أن هذه المهمة ستقع على عاتق عدد مختار من القاذفات الأمريكية الكبيرة بما يكفي لإيصال قنبلة موجهة بدقة تزن 30 ألف رطل، والمعروفة باسم (GBU-57 E/B Massive Ordnance Penetrator)، أو (MOP) وهي أقوى قنبلة غير نووية في العالم.

يزعم الأمريكيون أن القنبلة (MOP)، التي يبلغ طولها ستة أمتار، والتي تُلقى من قاذفة شبحية من طراز B2، قادرة على اختراق أكثر من 60 مترًا من الصخور والتربة بقوة حركية هائلة -حسب صلابة الأرض- قبل أن تنفجر.

ولأنها موجهة بدقة، يُمكن نظريًا إسقاط عدة قنابل على نقطة واحدة؛ ما يعطي القنبلة، التي هي أقوى من أي قنبلة تقليدية معروفة في ترسانة إسرائيل، ما يكفي من التأثير لتدمير جزء كبير من منشآت التخصيب تحت الأرض في إيران، وخاصة موقع "نطنز"، الذي يُعتقد أنه مدفون على عمق عشرين متراً تحت الأرض ومحاط بنحو مترين من الخرسانة المسلحة.

لكن مع هذا، قد لا تكون القنبلة الأمريكية الأقوى كافية لتدمير منشأة "فوردو" الأكثر حماية، والتي تقع داخل جبل تحت ما يصل إلى 80 مترًا من الصخور والتربة، على الرغم من أن القنبلة تم تطويرها لهذا الغرض المحدد.

حساب المخاطر

ينقل تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" عن رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن بعض المنشآت الأكثر حساسية في فوردو ربما تكون مدفونة على عمق، يصل إلى نصف ميل تحت الأرض.

وقال: "لقد زرت هذا المكان مرات عديدة. وللوصول إليه، عليك أن تسلك نفقًا حلزونيًا نزولًا، نزولًا، نزولًا".

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن غياب أي ضمانات بأن ضربة ناجحة بالقنابل، أو حتى سلسلة من الضربات، من شأنها أن تدمر معظم أو كل المخزون النووي الذي يُزعم أنه مخصب بالفعل في "فوردو"، يذكرنا بمأزق مماثل واجهته الولايات المتحدة في الماضي.

عندما كانت الولايات المتحدة تفكر في حملة قصف استباقي ضد الأسلحة النووية السوفييتية المتمركزة في كوبا خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، كان أحد المخاوف الرئيسية هو الفشل المحتمل في تدمير جميع الأهداف؛ وهو حساب المخاطر الذي دفع الرئيس كينيدي إلى اختيار الحصار البحري والدبلوماسية بدلاً من ذلك.

وحسب روبرت بابي، المؤرخ العسكري الأمريكي ومؤلف كتاب "القصف للفوز "، وهو دراسة استقصائية عن حملات القصف في القرن العشرين: "كانت القوات الجوية الأمريكية واثقة فقط من قدرتها على تدمير 85% من الأهداف (في كوبا)، ولهذا السبب كانت هناك أيضًا خطط لغزو بري لاحق".

أمّا في الحالة الإيرانية، فلا يُمكن لمجلس الأمن القومي الأمريكي الحالي التأكد من تدمير كل شيء.

القنبلة الخارقة المعروفة باسم (GBU-57 E/B Massive Ordnance Penetrator) أو (MOP)
قنبلة (MOP)

صُنعت قنبلة (MOP) بواسطة شركة "بوينج"، وخضعت للاختبار في ميدان "وايت ساندز" للصواريخ في "نيو مكسيكو"، لكنها لم تُستخدم قط في القتال الفعلي.

وتنقل "فايننشال تايمز" عن بابي إن تدمير موقع "فوردو"، الذي صممت القنبلة الخارقة خصيصًا من أجله، قد يتطلب على الأرجح استخدام قنبلتين على الأقل، كل منهما تصيب نفس المكان بالضبط "قد يكون ذلك جيدًا، وأنا متأكد من أن القوات الجوية الأمريكية تمتلك القدرات التقنية اللازمة. لكن لم يسبق أن حدث ذلك في حرب حقيقية".

بالفعل، كانت القنبلة السابقة التي يبلغ وزنها 22000 رطل، وهي القنبلة الضخمة الانفجارية (MOAB)، والمعروفة باسم "أم القنابل"، أقل قوة ولكنها استخدمت بشكل مدمر في أفغانستان في عام 2017. حيث تم إسقاطها على مجمع كهوف تديره جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

أمّا القنبلة (MOP) التي تم تطويرها في عام 2002، وظهرت لأول مرة عام 2011 -وتم تحديثها بشكل دوري منذ ذلك الحين- هي نسخة محسنة وأكثر استهدافًا من (MOAB) لأن شحنتها المتفجرة أكبر ويتم حملها داخل غلاف معدني شديد الصلابة يسمح بالاختراق قبل الانفجار.

ويُعتقد أن الترسانة الأمريكية تحتوي على حوالي 20 قنبلة من طراز (MOP) تبلغ تكلفة كل قنبلة حوالي 4 ملايين دولار، بناءً على عقد بقيمة 28 مليون دولار أبرمته القوات الجوية الأمريكية عام 2011 لشراء ثماني قنابل منها.

قاذفة القنابل الشبحية (B2 Spirit) هي الوحيدة المُصمَّمة لحمل ونقل قنابل (MOP)
القاذفة الشبحية (B2)

تعتبر قاذفة القنابل الشبحية (B2 Spirit) هي الوحيدة المُصمَّمة لحمل ونقل قنابل (MOP)؛ وتوجد 20 قاذفة في الخدمة، وفقًا لسلاح الجو الأمريكي، كل منها قادرة على حمل قنبلتين من هذا الطراز، واحدة في كل حجرة قنابل.

وتتمتع القاذفة، التي صنعتها شركة "نورثروب جرومان"، بمدى يصل إلى 11 ألف كيلومتر دون وقود، أو 19 ألف كيلومتر مع التزود بالوقود في الجو مرة واحدة - مما يجعل أي هدف في العالم تقريبا في متناول اليد.

لكن، حسب التقرير "رغم القدرات المرعبة التي تتمتع بها قاذفات (B2)، فإن أي مهمة لتدمير منشأة "فوردو" ستواجه صعوبات تكتيكية أخرى. أولها أن إسقاط أكثر من قنبلة على المنشأة قد يتطلب من القاذفة الشبحية أن تحلق فوق هدفها، مما يجعلها عرضة للدفاعات الجوية الإيرانية.

ورغم أنها مصممة لتجنب الرادار، لكن القاذفة الأمريكية الأكثر تطورا ليست خفية تمامًا، حيث أن قاعها مسطح للغاية، مما يجعلها عرضة للصواريخ المضادة للطائرات.

التحدي الثاني يتمثل في تأمين مسار طيران آمن لقاذفة (B2) نحو هدفها، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام صواريخ كروز مضادة للرادار قادرة على تدمير أي منشآت رادار إيرانية لم تدمرها القوات الإسرائيلية بعد.