ذكرت وسائل إعلام إيرانية من بينها وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية، اليوم الأربعاء، أن إيران استدعت السفير الألماني لديها للاحتجاج على تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرز "المسيئة".
وذكر التلفزيون الرسمي أنه "على إثر التصريحات المخزية التي أدلى بها المستشار الألماني فريدريش ميرز دعمًا لعدوان تل أبيب على بلادنا، تم استدعاء السفير الألماني إلى وزارة الخارجية".
وذكر ميرز أمس الثلاثاء، أن التدمير الكامل لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني قد يكون مطروحًا في حالة عدم تراجع طهران وعودتها إلى طاولة المفاوضات".
وكان قد صرح المستشار الألماني كذلك أن "هذا عمل قذر تقوم به إسرائيل بالنيابة عنا جميعًا".
انتقادات في الداخل
انتقاد ميرز لم يكن فقط داخل إيران بل خرج من الداخل الألماني، إذ وجه سياسيون من أحزاب ألمانية مختلفة انتقادات حادة للمستشار الألماني بسبب تصريحاته حول الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وقال رالف شتيجنر من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD) لصحيفة "شبيجل": "عندما يقول المستشار الفيدرالي إن إسرائيل تنفذ العمل القذر بالنيابة عنا في إيران، فهذا أمر غريب للغاية".
وأضاف أن مثل هذه الخطاب يشير إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران ربما ينتهك القانون الدولي، وأنه لا ينبغي لمسؤول ألماني التعبير عن أي ارتياح علني تجاه ذلك، خاصة مع وجود مخاطر كبيرة للتصعيد.
من جهتها، اتهمت زعيمة حزب "تحالف سارة فاجنكنخت - من أجل العقل والعدالة" سارة فاعنكنخت ميرتس بازدواجية المعايير والنفاق.
وكتبت على منصة "إكس": "حسب رأي المستشار ميرز، فإن الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل ضد إيران، والتي تنتهك القانون الدولي، وتستهدف الوزارات والمدنيين، وقد تشعل المنطقة بأكملها، هي 'عمل قذر بالنيابة عنا جميعا'".
بدوره، فسر زميل رئيس كتلة "اليسار" في البوندستاج سورين بيلمان تصريحات ميرز على أنها تخلٍ عن سيادة القانون والمعايير الدولية، ووجه إليه انتقادات شديدة.
وقال لوكالة DPA إن "تخلي المستشار ميرز عن القانون الدولي وتبنيه لمنطق 'قوة الحق' المدمر يعد فضيحة ويسبب ضررا كبيرا لسمعة ألمانيا في الأمم المتحدة وخارجها".
من جانبه، وصف السياسي من حزب الخضر أنطون هوفرايتر اختيار ميرز لهذه العبارات بأنه "غير موفق"، خاصة أن المدنيين يلقون حتفهم في إيران نتيجة الهجمات الإسرائيلية، حسب تصريحه لصحيفة "فيلت".
يذكر أن إسرائيل بدأت في 13 يونيو حربا ضد إيران متهمة إياها بتنفيذ برنامج نووي سري، وشملت الأهداف منشآت نووية وقادة عسكريين وعلماء ذرة وقواعد جوية وأنظمة دفاع جوي وصواريخ أرض-أرض.
من جانبها، تنفي إيران أي أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي، بينما خلصت استخبارات الولايات المتحدة، خلافا لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل، إلى أن إيران لم تسعَ لامتلاك أسلحة نووية، وفقا لتقارير شبكة CNN.
وتقوم إيران بالرد بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، مستهدفة منشآت عسكرية إسرائيلية، مع تصاعد الإصابات في صفوف المدنيين من الجانبين.
وأعلنت إسرائيل مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة 800 آخرين جراء الضربات الإيرانية، بينما أفادت وزارة الصحة الإيرانية بمقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة 1800 على الأقل. في حين ذكر السفير الإيراني في روسيا كاظم جلالي أن عدد القتلى المدنيين بلغ حوالي 300.
ويتواصل تبادل الضربات بين الجانبين عدة مرات يوميا، حيث توعدت إسرائيل بمواصلة عملياتها حتى القضاء على البرنامج النووي الإيراني، بينما هددت إيران باستمرار القصف ما دامت إسرائيل تواصل غاراتها.