الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حال دخولها الحرب.. 3 خيارات إيرانية للرد على العجرفة الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
الحرب بين إسرائيل وإيران

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تدرس الولايات المتحدة الأمريكية خيارات الرد الإيراني، بعد مواجهة على مدار الأيام الماضية، عجزت فيها إسرائيل عن تدمير المنشآت النووية، وإجهاض مشروع طهران، وما أعقبه من رد إيراني بعملية أسمتها "الوعد الصادق 3"، تم منها 11 موجة صاروخية متتالية.

 في ظل تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل، نُشرت قوات أمريكية جديدة في الشرق الأوسط، ما يُزيد من احتمالية رد طهران على واشنطن، الذي أفاد أحد الخبراء لمجلة "نيوزويك" بأنه قد يشمل احتجاز أمريكيين.

بينما أفادت صحيفة "نيفي تايمز" المتخصصة في الشأن العسكري، أن مجموعة حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" تتجه إلى المنطقة من بحر الصين الجنوبي، نقلًا عن مسؤول أمريكي قال إن الخطوة المخطط لها سابقًا قد تم التعجيل بها بسبب تصاعد التوترات.

وفي المقابل صرّح خسرو سايح أصفهاني، كبير محللي الأبحاث في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، لمجلة "نيوزويك" بأن التدخل الأمريكي المباشر قد يدفع طهران إلى إطلاق العنان لميليشيات "محور المقاومة" التابعة لها وخلايا الاستخبارات الإيرانية.

كما صرّح حميد رضا عزيزي، الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، لمجلة "نيوزويك" بأن طهران تأخذ "على محمل الجد" احتمالات التدخل الأمريكي المباشر، وبعدها "ستُصبح كل الاحتمالات واردة"، مضيفًا أن الرئيس دونالد ترامب يريد "نهاية حقيقية" للصراع، لكن إيران تعتبر دعوته لإنهاء الحرب تكتيكًا مُحتملًا للتضليل، ما يُزيد من القلق بشأن احتمالات التدخل العسكري.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
سيناريوهات التدخل الأمريكي

وألقت "نيوزويك" الأمريكية، نظرة على ثلاثة سيناريوهات مُحتملة للتدخل الأمريكي، هي:

ضرب أصول أمريكية

تزعم إسرائيل تفوقها الجوي الكامل على طهران، وتدميرها أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ أرض-أرض في وسط إيران، أي ثلث ترسانتها الإجمالية.

وفسر حميد رضا عزيزي، الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، هذه الهيمنة الإسرائيلية على المجال الجوي الإيراني، والضربات المُستمرة على منصات إطلاق الصواريخ، دون رد إيران بالشدة التي أرادتها، بأن طهران تُجري حسابات استراتيجية للحفاظ على ما يكفي من ترسانتها الصاروخية في حال التدخل الأمريكي المباشر، لتكون مستعدة لحرب موسعة.

تُدير الولايات المتحدة 19 موقعًا عسكريًا، على الأقل، في الشرق الأوسط، ثمانية منها قواعد دائمة في البحرين والعراق والأردن والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتضم ما بين 40 ألفًا و50 ألف جندي.

ويبدو أن طهران بذلت جهودًا متعمدة الامتناع عن مهاجمة القوات أو القواعد الأمريكية، وفقًا لـ"عزيزي"، حيث شنّت طائرات مُسيّرة ضربات محدودة على بعض القواعد في العراق، والتي تُعتبر "تحذيرًا أكثر منها اشتباكًا فعليًا".

لكن دخول الولايات المتحدة في الصراع مباشرةً سيُنظر إليه ليس فقط على أنه تهديد للنظام الإيراني، بل للدولة الإيرانية أيضًا، نظرًا لاحتمالية إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الحيوية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الأعلى الإيراني على خامئني
تعطيل مضيق هرمز

ثاني السيناريوهات المحتملة يعد قيد الدراسة الجدية، بإغلاق مضيق هرمز الواقع بين الخليج العربي وخليج عُمان، والذي يمر عبره نحو خُمس نفط العالم، حسبما صرّح إسماعيل كوثري، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي البرلمانية الإيرانية، وفقًا لوسائل إعلام رسمية إيرانية.

كانت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) أفادت، الاثنين الماضي، بوجود تداخل إلكتروني متزايد داخل الخليج والمضيق، ما أثّر على تقارير السفن عن مواقعها عبر الأنظمة الآلية (AIS).

صرح جاكوب لارسن، كبير مسؤولي السلامة والأمن في مجلس بحر البلطيق والملاحة البحرية الدولي (BIMCO)، وهو اتحاد شحن مقره الدنمارك، لمجلة "نيوزويك" بأن الصراع أثار مخاوف لدى أصحاب السفن، بينما أفادت السلطات الأمريكية أنه حتى أمس الأول الاثنين، لم تكن هناك أي مؤشرات على وجود تهديد من إيران للسفن التجارية باستثناء السفن المرتبطة بإسرائيل.

لكن "لارسن" صرّح أمس الثلاثاء، بأنه إذا استمر الضغط على إيران وتزايد انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر، فقد تُوسّع إيران نطاق تهديداتها لتشمل السفن التي لا ترتبط بإسرائيل.

وقال: "القوات الإيرانية تتمتع بمهارة عالية في الحرب غير المتكافئة، وقد استعدت لعقود لسيناريو يتضمن هجمات على الشحن عبر مضيق هرمز والمياه المجاورة"، مضيفًا: "يمكن لإيران أن تبدأ بمهاجمة الشحن دون سابق إنذار تقريبًا، وبالتأكيد أسرع من الوقت الذي تستغرقه سفينة عبر مضيق هرمز".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
محور المقاومة

وآخر تلك السيناريوهات، جاء على لسان خسرو سايح أصفهاني، كبير محللي الأبحاث في الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران، بأن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي تجنب حتى الآن ذكر الولايات المتحدة مباشرةً لأنه لا يزال يأمل بـ"خداع واشنطن بدبلوماسية زائفة".

وقال لـ"نيوزويك": "إذا ما تفاقمت الأمور، سيشن النظام الإيراني هجومًا متعدد الجوانب، يشمل إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة ضد أهداف أمريكية في المنطقة، كما ستطلق طهران العنان لـ"محور المقاومة" التابعة لها في المنطقة، إضافة إلى وزارة استخباراتها وخلايا الحرس الثوري الإسلامي لشن المزيد من الهجمات".

وأضاف: "قد تشن عناصر من المحور هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ ضد قواعد أمريكية في المنطقة أيضًا".

وأضافتقالت لارا تاندي، المديرة المساعدة في شركة إس-آر إم للاستشارات الجيوسياسية والمخاطر السيبرانية، أنه بناء على سلوكها الأخير، فإن إيران قد تستهدف أيضا القواعد والقوات والسفارات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهو ما قد يفسره ترامب على أنه وسيلة للمواجهة المباشرة.