الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط غضب شعبي.. جدران سوداء لحجب الأسلحة الإسرائيلية في باريس

  • مشاركة :
post-title
الجناح الإسرائيلي قبل وبعد

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة مثيرة للجدل وسط احتجاجات واسعة ومقاطعة رسمية من المسؤولين المحليين والنواب الفرنسيين، أغلقت السُلطات الفرنسية الأجنحة الإسرائيلية في معرض باريس الجوي الدولي وأحاطتها بجدران سوداء، بعد رفض الشركات الإسرائيلية إزالة الأسلحة الهجومية من معروضاتها. جاءت هذه الخطوة كنتيجة مباشرة للضغوط الشعبية والسياسية المتزايدة ضد مشاركة إسرائيل في المعرض، الذي يستمر من 16 إلى 22 يونيو في مطار لو بورجيه.

احتجاجات واسعة

شهد معرض باريس الجوي الدولي احتجاجات واسعة ومقاطعة رسمية من قبل المسؤولين المحليين والنواب الفرنسيين ضد مشاركة الشركات الإسرائيلية.

وبحسب صحيفة "أكتو باريس"، أعلن عدد من نواب إقليم السين سان دوني، وكذلك رئيس الإقليم، مقاطعة المعرض احتجاجاً على مشاركة الشركات الإسرائيلية في الصناعات الدفاعية.

وأوضح السيناتور اليساري فابيان جاي في بيان أن "وجود شركات التسليح الإسرائيلية في المعرض أمر غير مقبول، في ظل ما نشهده يومياً في غزة من مجازر وتطهير عرقي، خاصة وأن خطر الإبادة الجماعية اعتبرته محكمة العدل الدولية معقولاً".

كما رفض رئيس إقليم السين سان دوني، ستيفان تروسيل، المشاركة في الاستقبال الرسمي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 12 يونيو، رغم أن البروتوكول يتطلب ذلك، احتجاجاً على "تقاعس الدولة الفرنسية التي تقبل بوجود دولة متهمة بانتهاك القانون الدولي وتواجه تحذيراً من محكمة العدل الدولية بشأن خطر الإبادة الجماعية".

إغلاق للأجنحة الإسرائيلية

وسط هذه الاحتجاجات المتصاعدة، اتخذت السلطات الفرنسية خطوة درامية بإغلاق الأجنحة الإسرائيلية في المعرض وإحاطتها بجدران سوداء.

كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن منظمي معرض باريس الجوي، بناءً على تعليمات من الحكومة الفرنسية، منعوا الشركات الإسرائيلية من عرض منظومات الأسلحة الهجومية قبل يوم واحد من افتتاح المعرض.

وأوضحت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن القرار جاء بعد أن أكملت الشركات الإسرائيلية بالفعل إعداد أجنحتها في مطار لو بورجيه.

وأكدت وكالة "رويترز" أن مسؤولاً في وزارة الدفاع الإسرائيلية أبلغها بإغلاق أربعة أجنحة رئيسية للشركات الإسرائيلية في اليوم الأول من المعرض، يوم الاثنين.

وأشار مصدر مطلع للوكالة إلى أن التعليمات جاءت من السلطات الفرنسية بعد فشل الشركات الإسرائيلية في الامتثال لتوجيهات وكالة الأمن الفرنسية بإزالة الأسلحة الهجومية أو الحركية من الأجنحة.

وبعد رفض وزارة الدفاع الإسرائيلية الامتثال للطلب، قام المنظمون بنصب جدران سوداء لعزل الأجنحة الإسرائيلية عن باقي المعرض.

وأوضحت إذاعة "فرانس إنفو" أن هذا الإجراء تم تنفيذه "ليلاً" وطال "بعض العارضين" فقط، مشيرة إلى أن الشركات المعنية لا تزال مخولة بالعرض في المعرض، والحوار مستمر للتوصل إلى حل مناسب.

اتهامات إسرائيلية بالتحيز

وصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية القرار بأنه "فاضح وغير مسبوق"، متهمة الجانب الفرنسي بالاختباء وراء "اعتبارات سياسية" لتهميش التقنيات الإسرائيلية التي تنافس الصناعات الدفاعية الفرنسية، خاصة في ظل خوض إسرائيل ما زعمت أنه "حرب ضرورية وعادلة" ضد التهديدات الإقليمية، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأضافت القناة 13 العبرية ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى تفاصيل أكثر عن الحادثة، إذ أوضحت أن مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية، العميد المتقاعد أمير برعام، وجّه شخصياً رفض الوزارة "بازدراء" للمطالب الفرنسية.

وزعمت الوزارة أن "الفرنسيين يتخفون وراء اعتبارات سياسية مزعومة لاستبعاد الأسلحة الهجومية الإسرائيلية من معرض دولي، التي تنافس الصناعات الفرنسية".

وطالبت الوزارة الحكومة الفرنسية ومنظمي المعرض بـ"التراجع عن هذه الخطوة القبيحة والفاسدة، وإزالة جدران الفصل السوداء من الأجنحة الإسرائيلية، والسماح للصناعات الإسرائيلية بالعرض مثل جميع المشاركين في المعرض".

موقف ماكرون

وفي سياق متصل، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تباهى مؤخرًا بعدم مشاركة فرنسا في الدفاع الجوي ضد الصواريخ الباليستية التي تُطلق باتجاه إسرائيل في الهجمات الإيرانية، وذلك على عكس بريطانيا التي تساعد في الاعتراض في منطقة الشرق الأوسط.

رغم الضغوط الشعبية، رفضت المحكمة القضائية في بوبينيي طلب جمعيات حقوقية بمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في المعرض بحجة أنها "قد تشارك في استمرار الجرائم المرتكبة من قبل إسرائيل"، وأكدت محكمة الاستئناف في باريس هذا القرار لاحقًا، حسب ما ذكرته "فرانس إنفو".