تجلّت مكاسب زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى الهند، في رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" الهندية، في تقرير لها عن زيارة الرئيس السيسي للهند، ومشاركته "ضيف شرف" في احتفالات "يوم الجمهورية"، أن السيسي وناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، تعهدا بتوسيع العلاقات بين البلدين في مجالات الدفاع والأمن والتجارة، والتعاون في مكافحة الإرهاب.
وقالت الصحيفة إن الجانبين المصري والهندي وقعا خمس اتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني والزراعة والثقافة والإعلام.
وبشأن مباحثاته مع الرئيس المصري، قال رئيس الوزراء الهندي في بيان: "قررنا في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الهند ومصر، تطوير إطار عمل طويل الأمد للتعاون الشامل في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والعلمية".
وأضاف أن الجانبين قررا كذلك رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 12 مليار دولار، خلال السنوات الخمس المقبلة.
من جهته، قال الرئيس السيسي، إن المباحثات مع الجانب الهندي استعرضت ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين في المجالات التجارية والاستثمارية والدفاعية، مشيرًا إلى أن الزيارة شهدت تأكيد مواصلة العمل لزيادة حجم التبادل التجاري وتعظيم الاستفادة المشتركة من المزايا الإنتاجية والتصديرية للبلدين.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الهندي، في "قصر حيدر آباد"، على هامش زيارته الحالية للهند، أنه أوضح لـ"مودي" فرص ومزايا الاستثمار في مصر، والإجراءات التي تتخذها الحكومة لتحفيز الاستثمار الخارجي، معربًا عن تطلعاته بزيادة الاستثمارات الهندية في مصر بمجالات مختلفة، لا سيما بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في ظل اهتمام الشركات الهندية بالاستثمار في مصر.
وأكد أنه تم الاتفاق مع رئيس الوزراء الهندي على الانطلاق نحو شراكات جديدة، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والهيدروجين الأخضر، كما تم الاتفاق على تعزيز التعاون الاستراتيجي في عدة مجالات أخرى، شملت الزراعة والتعليم العالي والأدوية والأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات وصناعة الكيماويات والأسمدة وغيرها.
وأشار "السيسي" إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز الروابط الثقافية، من خلال المشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية، وتسهيل حركة السياحة البينية، وتكثيف رحلات الطيران بين مصر والهند، لا سيما بين العاصمتين القاهرة ونيودلهي.
وذكر أن تعزيز التعاون في مجال الدفاع كان على رأس ملفات مباحثات لقائه مع رئيس الحكومة الهندية، مشددًا على أهمية استمرار التنسيق والتدريبات المشتركة، وتبادل الخبرات، والعمل على استكشاف آفاق جديدة للتعاون في هذا المجال، بما يشمل التصنيع المشترك.
ونوه إلى تطرق اللقاء بينهما إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الدول النامية بشكل خاص، مشيرًا إلى اتفاق في الرؤى المشتركة حول أهمية التعاون الدولي لمجابهة التحديات الناجمة عن تلك الأزمات.
وفيما يخص العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، أوضح الرئيس المصري أنه تم الاتفاق مع الجانب الهندي على رفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي، وعقد لجنة مشتركة ووضع الآليات التنفيذية لخطط التعاون بين البلدين.
أبرز المحطات في العلاقات المصرية - الهندية
وذكرت " تايمز أوف إنديا" أن الهند حريصة على توسيع مجالات التعاون والعلاقات مع مصر، باعتبارها اللاعب الرئيسي في المنطقة العربية وإفريقيا، فضلًا عن كونها بوابة كبيرة لعبور الهند للأسواق في إفريقيا وأوروبا.
واستعرضت الصحيفة أبرز المحطات في العلاقات المصرية- الهندية، مشيرة إلى أن القاهرة ونيودلهى من أقدم الحضارات في العالم، ويتمتعان بتاريخ من التقارب منذ عقود طويلة.
ولفتت الصحيفة إلى التقارب الكبير بين مصر والهند إبان فترة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ورئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهرلال نهرو، وتوقيع اتفاقية الصداقة بين البلدين في 1955.
وقالت الصحيفة: إن هناك تفاهمًا سياسيًا مشتركًا بين مصر والهند، يستند إلى تاريخ طويل من الاتصالات والتعاون في القضايا الثنائية الإقليمية والعالمية، مشيرة إلى إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء، كان في 18 أغسطس عام 1947، بعد ثلاثة أيام من استقلال الهند.
وذكرت أن تشكيل حركة "عدم الانحياز" كان أحد ثمار التعاون الوثيق بين مصر والهند، وهناك أيضًا تعاون متنامي بين البلدين في المجالات العلمية والبحوث الزراعية، وعلوم الفضاء والاستشعار عن بعد.
وتطرقت الصحيفة إلى العلاقات التجارية المتنامية بين الهند ومصر، منذ توقيع اتفاقية التجارة الثنائية في مارس 1978، وأشارت إلى أن التبادل التجاري بين البلدين تضاعف خمس مرات في السنوات العشر الأخيرة، إذ وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين 4.5 مليار دولار في 2018- 2019، وارتفع إلى 4.15 مليار دولار في 2020، وتوسع بوتيرة سريعة في 2021-2022 ليصل 7.26 مليار دولار.
وتوجد نحو 50 شركة هندية تعمل في مجالات عدة بمصر، باستثمارات تتجاوز 3.15 مليار دولار، ويستحوذ التعاون الفني على نصيب كبير من العلاقات الثنائية بين مصر والهند، منذ عام 2000.
ولفتت الصحيفة إلى أن مصر أرسلت ثلاث طائرات من المستلزمات الطبية للهند، في 9 مايو 2021، خلال الموجة الثانية من وباء كورونا.