مع أول موجة من الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر أمس الجمعة، التزم الإسرائيليون منازلهم، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لإسرائيليين يختبئون في ملاجئ مبانيهم، وأيضًا أثار وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران، مساءً، مشاهد مرعبة في وسط إسرائيل، وهرع الإسرائيليون من غرفهم الآمنة في منازلهم إلى مخابئ أكثر تحصينًا في مبانيهم أو أحيائهم، كما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.
ورغم وجود منظومات دفاعية جوية تعتمد عليها إسرائيل في حال تنفيذ هجمات عليها، سواء بالصواريخ أو بالطائرات بدون طيار، إلا أن البنية التحتية معدة لحماية المواطنين من خلال الملاجئ، وهو ما يعكس الأمان المفقود في دولة الاحتلال.
3 تصميمات
تقسم الملاجئ في إسرائيل لثلاثة تصميمات، منها "مماد" وهي غرفة محصنة داخل كل شقة سكنية، و"مماك" وهو غرفة محصنة تبنى أسفل المبنى لحماية جميع سكانه، والملاجئ الجماعية العامة في الشوارع والمعروفة باسم "ميكلات" هي غرفة محصنة بالشوارع والطرقات.
الملاجئ "مماد" يمتلكها وفقًا للإحصاءات نحو 65% من الإسرائيليين ويستخدمونها خلال فترة الهدوء كغرفة للأطفال لما تتمتع به من حماية قصوى، إذ إن البنية الأساسية للملاجئ المنزلية مصممة لحماية من فيها من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، وقادرة على تحمل الانفجارات والشظايا الصاروخية بحيث تظل قائمة ومحمية، حتى لو انهار المبنى بالكامل.
وتُبنى أغلب الملاجئ المحصنة من الخرسانة المسلحة التي لا تقل سماكة جدرانها عن 30 سم، مع نافذة ثقيلة محكمة الإغلاق وباب فولاذي، ويتوفر بها مقابس كهرباء لشحن الهواتف وتشغيل التلفاز، إضافة لأنظمة تهوية لحماية من بداخلها من انفجار الصواريخ، كما يمكن تحويل بعض مواقف السيارات تحت الأرض، وآلاف المستشفيات إلى ملاجئ مضادة للقنابل النووية.
ويشترط قانون الدفاع المدني الإسرائيلي منذ عام 1951 أن تحوي جميع المنازل والمباني السكنية والمنشآت الصناعية في إسرائيل ملاجئ محصنة مضادة للقنابل والصواريخ، لحماية الإسرائيليين عندما تنطلق صفارات الإنذار.
نظام حياة
لكن منذ عام 1991 حينما ضرب النظام العراقي في عهد صدام حسين آنذاك إسرائيل بـ39 صاروخ "سكود" قُتِل خلالها 74 إسرائيليًا، أصبح بناء الملاجئ ضرورة دائمة تم على إثرها سن قانون جديد يجبر المقاولين وأي مطور عقاري على إنشاء غرف محصنة.
وبحسب تقديرات صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عام 2017 يوجد في إسرائيل نحو مليون ملجأ، وبينما تؤكد إحصاءات رسمية إسرائيلية صدرت عام 2020 نجاح إسرائيل في تأمين ملاجئ لنحو 6 ملايين فرد من سكانها البالغ عددهم نحو 9 ملايين، تشير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن نحو ثلث الإسرائيليين لا يمتلكون ملاجئ في مبانيهم أو يعيشون قرب ملجأ عام يمكنهم الوصول إليه قبل سقوط صاروخ أو قذيفة.
وبالنسبة إلى كثير من الإسرائيليين، فإن توفر "مماك" في منازلهم الخاصة أو داخل شققهم السكنية تصاحبه كلفة مالية باهظة أدت لإحجامهم عن الاستعانة بها، ووفقًا لإحصائية نُشِرت خلال مايو الماضي، فإن من بين مليوني شقة هناك نحو 800 فقط لديها غرفة آمنة.
ولم تكتف إسرائيل بجعل الملاجئ جزءًا من منظومتها الانشائية في الأماكن العامة والشوارع وداخل كل بيت إسرائيلي فحسب، وإنما طالت المنشآت الطبية، وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن وجود مدارس محاطة بالكامل بالخرسانة المسلحة ونوافذ مقاومة للتحطم، وثقها المصوِّر آدم راينولدز في معرض له، بين من خلاله أن عددًا من الملاجئ في إسرائيل جهزت للاستخدام على نطاق أوسع، تشمل استوديوهات للرقص وفصولًا مدرسية ومراكز مجتمعية وحانات وصالات رياضية وأماكن للعبادة، كما أن بعض أبواب الملاجئ أصبحت أوتوماتيكية، إذ إنها تفتح بمجرد إطلاق الجيش إنذار دخول الملاجئ وتغلق لكسب الوقت.