أعلن مسؤولون عسكريون أوكرانيون، اليوم الخميس، أن عدد الجنود الروس الذين قتلوا أو جرحوا في أوكرانيا تجاوز المليون، واصفين ذلك بـ"الثمن الباهظ" الذي دفعته موسكو لحربها المستمرة منذ 3 سنوات.
ويأتي هذا الادعاء من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، متزامنًا مع عطلة يوم روسيا الوطني، ويتوافق مع تقديرات الاستخبارات الغربية، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
خسائر عسكرية ضخمة
في الوقت الذي احتفل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيوم روسيا باستضافة اجتماع في الكرملين مع جنود حصلوا على أوسمة لخدمتهم في أوكرانيا، لم يُعلق هو ولا أي مسؤول روسي آخر على الادعاء الأوكراني بشأن الخسائر.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان نشرته، اليوم الخميس، على موقع "X"، إن روسيا تكبدت أكثر من مليون ضحية، بما في ذلك ما يقرب من 250 ألف قتيل منذ أن شنت حربها، 24 فبراير 2022.
و3 يونيو، قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن روسيا من المرجح أن تصل حاجز المليون ضحية هذا الصيف، واصفًا ذلك بـ"حدث مذهل ومروع".
كانت آخر مرة أعلنت فيها روسيا خسائرها العسكرية في بداية الحرب، عندما أقرت بمقتل نحو 6000 جندي.
وفي وقت سابق من هذا العام، زعمت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أن خسائر الجيش الأوكراني تجاوزت المليون.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فتحدث آخر مرة عن الخسائر العسكرية الأوكرانية، فبراير 2025، عندما قال في مقابلة إن 45100 جندي قتلوا وأصيب نحو 390 ألف آخرين.
تصعيد الهجمات
جاءت تقديرات الخسائر في الوقت الذي قصفت فيه القوات الروسية أوكرانيا بالطائرات المسيّرة وأسلحة أخرى، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.
وفقًا للقوات الجوية الأوكرانية، أطلقت روسيا 63 طائرة مُسيّرة على أوكرانيا خلال الليل، تم تدمير 28 منها، بينما تم التشويش على 21 أخرى.
أعلنت الشرطة الأوكرانية، مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين في منطقة دونيتسك الشرقية، فيما قُتل شخص وأصيب 14 آخرون في منطقة خيرسون الجنوبية.
وفي خاركيف، ثاني أكبر مدينة بأوكرانيا، أصيب 18 شخصًا، بينهم أربعة أطفال، في هجمات بطائرات مسيّرة روسية خلال الليل، استهدفت أحياء سكنية ومرافق تعليمية ورياض أطفال.
وردت أوكرانيا على الهجمات الروسية بغارات بطائرات مُسيّرة، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الدفاعات الجوية أسقطت 52 طائرة مُسيّرة أوكرانية صباح الخميس، منها 41 طائرة فوق منطقة بيلجورود الحدودية.
وصرّح حاكم المنطقة بمقتل طفل يبلغ من العمر عامين، اليوم الخميس، في هجوم بطائرة مُسيّرة أوكرانية، ما أسفر عن إصابة جدته وثلاثة آخرين.
وفي غمرة هذا التصعيد، تبادلت روسيا وأوكرانيا، اليوم، مجموعة أخرى من الأسرى من الجنود المرضى والمصابين بجروح خطيرة، حسبما ذكر مسؤولون من الجانبين.
وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن جميع الجنود الأوكرانيين، الذين تم تسلمهم بحاجة إلى الرعاية الطبية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن مجموعة من الجنود الروس عادت من أوكرانيا وعبرت إلى روسيا البيضاء، وفقًا للاتفاقات التي تم التوصل إليها، 2 يونيو.
مباحثات متعثرة
يأتي التصعيد الأخير في الهجمات الجوية بالتزامن مع تجدد التقدم الروسي في ساحة المعركة على طول الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية من خط المواجهة، الذي يمتد لأكثر من ألف كيلومتر.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، أن قواتها سيطرت على قريتين أخريين في منطقة دونيتسك، هما أوليكسيفكا وبيتريفسكي، دون تعليق فوري من الجيش الأوكراني.
واستمرت الهجمات رغم مناقشات وقف إطلاق نار محتمل. فخلال محادثاتهم في إسطنبول 2 يونيو، تبادل المفاوضون الروس والأوكرانيون مذكرات تفاهم تتضمن شروطًا متباينة بشدة، يراها الطرفان غير قابلة للتنفيذ، ما يجعل التوصل إلى اتفاق سريع أمرًا مستبعدًا.
زيارات دولية ومواقف متباينة
في روما، أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتحركه "الحاسم" لبدء محادثات السلام المباشرة. وفي الوقت نفسه، انتقد روته، بوتين لتعيينه مساعده فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين، مشيرًا إلى أن محاولاته "لشرح - إلى حد ما - أن أوكرانيا هي المخطئة هنا، أمر غير مفيد".
ووصل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم الخميس، كييف في زيارة غير معلنة، مشيرًا إلى أن تصعيد الهجمات الروسية يرسل رسالة من موسكو مفادها أنها "ليست مهتمة بالتوصل إلى حل سلمي في الوقت الحاضر".
وأكد بيستوريوس عزم ألمانيا على مساعدة أوكرانيا في بناء أنظمة صواريخ بعيدة المدى خاصة بها، ومساعدتها في تمويل شراء مواد محلية الصنع، متوقعًا أن تكون الأنظمة الأولى متاحة، خلال الأشهر المقبلة، ومضيفًا أن ألمانيا ستخصص نحو 9 مليارات يورو لدعم أوكرانيا، العام الحالي.