أصدر مصدر في جماعة الحوثيين تحذيرات شديدة اللهجة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك من عواقب وخيمة في حال تنفيذ أي هجوم على إيران.
وقال مصدر في الجماعة، لمجلة "نيوزويك" الأمريكية: "ليس من مصلحة الشعب الأمريكي التورط في حرب جديدة لخدمة الكيان الصهيوني".
وبينما أشار المصدر إلى أن الجماعة "في حالة تأهب دائم وتعمل على تصعيد عملياتها ضد إسرائيل"، وأنها في "أعلى درجات الجاهزية لأي تصعيد أمريكي محتمل"، محذرا من أن "التصعيد ضد إيران خطير وسيجر المنطقة بأسرها إلى هاوية الحرب".
تأتي هذه التحذيرات وسط تقارير متزايدة عن استعدادات إسرائيلية لشن عملية عسكرية واسعة ضد إيران، ووفقًا لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين لم تسمهم، قررت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إجلاء الموظفين غير الأساسيين وأفراد العائلات من عدة دول إقليمية، بما في ذلك العراق والبحرين والكويت، استعدادًا لضربة إسرائيلية وشيكة ضد إيران.
كما أفادت قناة "14" الإسرائيلية بأن تل أبيب تستعد لشن عملية كبرى قريبًا ضد إيران، في حين ذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" أن المسؤولين الأمريكيين أُبلغوا بأن إسرائيل مستعدة تمامًا لشن ضربة ضد إيران، ما دفع لإجلاء جزئي من السفارة الأمريكية في بغداد.
حالة حرب
أوضح المصدر الحوثي لمجلة "نيوزويك" أن الجماعة رفعت حالة التأهب إلى أقصى درجاتها، مؤكدًا أنها "في حالة حرب أساسًا مع الكيان الصهيوني المعادي بسبب عدوانه وحصاره على غزة، يليه عدوانه على اليمن".
وشدد على أن الجماعة "في حالة تأهب دائم وتعمل على تصعيد عملياتها ضد الكيان المغتصب، على خلفية المجازر المتصاعدة في غزة وتفاقم الوضع الإنساني هناك".
وأكد المصدر أن الجماعة تقف على "أعلى درجات الجاهزية لأي تصعيد أمريكي محتمل ضدها"، محذرًا بقوة من أن "أي تصعيد ضد إيران خطير وسيجر المنطقة بأسرها إلى هاوية الحرب".
وفي رسالة مباشرة للإدارة الأمريكية، قال المصدر: "أمريكا ليس لها الحق في مهاجمة دول مجتمعنا ومنطقتنا في خدمة الكيان الصهيوني المعادي، الذي يعتبر التهديد الأمني الأول للمنطقة".
تهديدات للقواعد الأمريكية
من جهتها، صعّدت إيران من لهجتها التحذيرية، إذ حذر وزير الدفاع عزيز نصيرزاده من أن المواقع العسكرية الأمريكية ستكون هدفًا في حال شن هجوم استباقيز
وأضاف، حسبما نقلت وكالة "رويترز": "بعض المسؤولين في الطرف الآخر يهددون بالصراع إذا لم تؤتِ المفاوضات ثمارها، وإذا فُرض علينا صراع فجميع القواعد الأمريكية في متناولنا، وسنستهدفها بجرأة في البلدان المضيفة".
في تطور مثير، هددت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالكشف عن مجموعة من الوثائق المزعومة المرتبطة بالأسلحة النووية الإسرائيلية، وهي الترسانة التي لم تؤكدها أو تنفها السلطات الإسرائيلية لعقود.
وأعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن المواقع المفصلة في هذه الوثائق ستكون مستهدفة في حال تعرضت البنية التحتية النووية الإيرانية لهجوم.
المفاوضات النووية
تتزامن هذه التطورات مع شكوك جديدة حول المفاوضات النووية الجارية بين واشنطن وطهران، التي كان مقررًا أن تدخل جولتها السادسة في عُمان الأحد المقبل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، الاثنين الماضي، إن الشروط الأمريكية الحالية "غير مقبولة"، بينما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نفس اليوم الرد الإيراني بأنه "غير مقبول"، مضيفًا أن البديل سيكون "مروعًا جدًا".
كما أخبر ترامب بودكاست "Pod Force One"، الاثنين الماضي، أنه أصبح "أقل ثقة" في احتمالية التوصل لاتفاق ناجح.
ومع ذلك، أشار وزير الخارجية الإيراني، الثلاثاء، إلى نبرة أكثر إيجابية، قائلًا إن تعهد ترامب المتكرر بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي "يتماشى فعليًا مع العقيدة الإيرانية ويمكن أن يصبح الأساس الرئيسي لاتفاق".
وأضاف في بيان نشره على منصة "إكس": "بينما نستأنف المحادثات يوم الأحد، من الواضح أن اتفاقًا يمكنه ضمان استمرار الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي في متناول اليد ويمكن تحقيقه بسرعة".
الوجود العسكري الأمريكي
تركت الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق بهدف تقديم المشورة وتدريب القوات العراقية في محاربة تنظيم داعش.
رغم أن داعش عدو مشترك لواشنطن وطهران، فإن الوجود الأمريكي في العراق تنظر إليه إيران كتهديد، التي استهدفت القوات الأمريكية عام 2020 إثر اغتيال الجنرال قاسم سليماني.
كما تدير واشنطن قواعد ومرافق رئيسية في المنطقة، ويبلغ عدد الأفراد الأمريكيين في منطقة عمليات القيادة المركزية نحو 43 ألف عنصر، وفقًا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".