يبدو أن فيلم Eddington "إدينجتون" للمخرج آري آستر سيشعل جدلاً واسعًا عند طرحه، وذلك بعد الكشف عن المشاهد الأولى للعمل الذي ينتمي إلى نوعية أفلام الغرب الأمريكي، لكنه يدمج عناصر من الإثارة السياسية والخيال، ويعيدنا إلى صيف 2020، في واحدة من أكثر الفترات توترًا في التاريخ الأمريكي المعاصر.
جواكين فينيكس يجسد دور مواطن في بلدة صغيرة يخوض سباقًا انتخابيًا محليًا ضد العمدة الحالي الذي يلعب دوره بيدرو باسكال، لكن المعركة بينهما تدور في أجواء مضطربة تشهد انتشار جائحة كورونا، واحتجاجات بعد مقتل جورج فلويد، وطفرة في نظريات المؤامرة على الإنترنت. من هنا، ينطلق الفيلم في استكشاف جانب شديد الحساسية من الوعي الجماعي الأمريكي الحديث، حسبما يؤكد تقرير لصحفية "فارايتي".
مؤامرات وجنون وعنف سياسي
الإعلان التشويقي يعرض مشاهد مألوفة ومقلقة من جائحة كوفيد19، ومنها كمامات على الوجه، مسافات تباعد، مقاطع احتجاجات، ومؤتمرات صحفية مشوبة بالتوتر. لكنه يضيف أيضًا جرعة من الغرائبية التي اعتادها جمهور آري آستر، تتمثل في طائرة خاصة غامضة تحوم فوق الصحراء، انفجارات، ولقطات مطاردة تلامس أفلام الأكشن.
يضم الفيلم مجموعة بارزة من النجوم إلى جانب فينيكس وباسكال، منهم أوستن بتلر، إيما ستون، لوك جرايمز، ديدرا أوكونيل، مايكل وارد، أميلي هوفرلي، كليفتون كولينز جونيور، وويليام بيلو.
يعد فيلم " إدينجتون" لآري آستر بعد Hereditary " وراثي" Midsommar "منتصف الصيف" و Beau Is Afraid "بو خائف"، وكلها أعمال أثارت الجدل وأظهرت ولعه بالمزج بين الرعب والدراما النفسية والتجريب. لكن الفيلم المنتظر يبدو مختلفًا ةأكثر واقعية من حيث المرجعيات، وأكثر مباشرة في طرحه السياسي.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي ضمن المسابقة الرسمية، وتفاوتت الآراء حوله، ووصفه الناقد أوين جليبرمان بأنه "من أفلام الغرب المثيرة والمستفزة بجرأة، ويرصد الجنون الزاحف لما أصبحت عليه أمريكا".
رسالة مقاومة من بيدرو باسكال
خلال المؤتمر الصحفي في كان، طرح سؤال على فريق العمل عما إذا كانوا يشعرون بالقلق من العودة إلى أمريكا بعد المشاركة في فيلم يحمل مضمونًا سياسيًا حساسًا. وجاء رد باسكال صريحًا: الخوف هو الوسيلة التي ينتصرون بها، استمروا في سرد القصص، وعبروا عن أنفسكم، وقاتلوا.. سحقا لمن يحاول أن يخيفكم. وقاوموا. هذه أفضل وسيلة للمقاومة، أن نحكي القصص. لا تسمحوا لهم بالانتصار".