نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي توم باراك أنه "مهتم بالتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة في ظل وساطة الولايات المتحدة".
ويشير التقرير إلى أن نتنياهو "مهتم بالتفاوض على اتفاقية أمنية مُحدّثة والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام شامل"، وفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى.
وستكون هذه أول محادثات من نوعها بين إسرائيل وسوريا منذ عام 2011، كما أنها "ذات أهمية خاصة" بالنظر إلى التطورات الأخيرة، حسب التقرير الأمريكي.
وفي كل جولة من المحادثات مع إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الماضية، طالب نظام الأسد -الأب والابن- بانسحاب إسرائيلي كامل أو شبه كامل من مرتفعات الجولان مقابل السلام.
وخلال ولايته الأولى، اعترف ترامب بهضبة الجولان المحتلة كجزء من إسرائيل، ولم تتراجع إدارة بايدن عن هذا القرار.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الحكومة السورية الجديدة سوف تثير قضية مرتفعات الجولان في أي محادثات سلام مستقبلية، ولكنها قد تكون أكثر مرونة في هذا الشأن من نظام الأسد.
انفراجه محتملة
يلفت "أكسيوس" إلى أنه عندما أطاحت الفصائل السورية المسلحة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع بنظام الرئيس السابق بشار الأسد من السلطة، ردت إسرائيل بموجات من الغارات الجوية "دمرت بشكل منهجي ما تبقى من القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وأنظمة الصواريخ السورية".
كما سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة بين البلدين والأراضي المحتلة داخل سوريا. ويُرجع التقرير ذلك إلى أن حكومة نتنياهو "كانت تشعر بقلق بالغ إزاء الحكومة السورية الجديدة، وضغطت على إدارة ترامب للتحرك بحذر في التعامل معها".
لكن، صُدم الإسرائيليون عندما التقى الرئيس الأمريكي نظيره السوري في الشهر الماضي في السعودية؛ بل وأعلن رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
في الوقت نفسه، على الرغم من مخاوفهم بشأن الشرع، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرون أيضًا أن الظروف المتغيرة ـ-خاصة مع رحيل إيران وحزب الله من سوريا- تشكل فرصة لتحقيق انفراجه؛ كما أدى التحول الكبير الذي شهدته الولايات المتحدة تجاه الحكومة السورية الجديدة إلى تحول تدريجي في السياسة في إسرائيل.
وبدأت حكومة نتنياهو في التواصل مع حكومة الشرع، بداية بشكل غير مباشر من خلال تبادل الرسائل عبر أطراف ثالثة، ثم بشكل مباشر في اجتماعات سرية في بلدان ثالثة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
الأسبوع الماضي، صرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ "أكسيوس" بأن الشرع أكثر مرونة مما توقعته إسرائيل، وأنه لا ينفذ أوامر تُملى عليه من آخرين.
وساطة أمريكية
الأسبوع الماضي، زار باراك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا -المقرب من ترامب منذ فترة طويلة- إسرائيل والتقى بنتنياهو ومسؤولين كبار آخرين.
وحسب "أكسيوس"، نقل الإسرائيليون باراك إلى منطقة الحدود مع سوريا في مرتفعات الجولان وإلى الجانب السوري من جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي سيطرت عليه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انهيار نظام الأسد.
وقبل أسبوع، كان باراك في دمشق، حيث التقى الرئيس السوري وأعاد فتح مقر إقامة السفير الأمريكي في العاصمة السورية. وأثناء وجوده في دمشق، وصف باراك الصراع بين سوريا وإسرائيل بأنه "مشكلة قابلة للحل"، وشدد على أن البلدين يجب أن "يبدآ باتفاقية عدم اعتداء فقط".
وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ باراك، أنه يريد استخدام الزخم الناتج عن اجتماع ترامب والشرع لبدء مفاوضات بوساطة الولايات المتحدة مع سوريا؛ وأشار آخر إلى أن هدف نتنياهو هو محاولة التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات، بدءا باتفاقية أمنية محدثة تستند إلى اتفاقية فك الارتباط بين القوات لعام 1974، مع بعض التعديلات، وانتهاء باتفاقية سلام بين البلدين.
ويعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تطلع الشرع إلى بناء علاقات وثيقة مع إدارة ترامب يُتيح فرصة دبلوماسية.
وقال المسؤول الإسرائيلي: "نريد أن نسعى جاهدين للمضي قدمًا نحو تطبيع العلاقات مع سوريا في أقرب وقت ممكن"؛ مشيرًا إلى أن المبعوث الأمريكي أبلغ الإسرائيليين أن الشرع "منفتح على مناقشة اتفاقيات جديدة مع إسرائيل".
وبعد زيارته لإسرائيل، سافر باراك إلى واشنطن وأطلع الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو على الخطة. وكتب على منصة "إكس": أؤكد لكم أن رؤية الرئيس، وتنفيذ الوزير لها، ليست مُفعمة بالأمل فحسب، بل قابلة للتحقيق".