مع تهديدات ترامب المتزايدة برغبته في الاستيلاء على جزيرة جرينلاد، تسعى رئيس وزراء الدنمارك، ميت فريدريكسن، إلى مجابهة طموح الرئيس الأمريكي، وهو ما سيتم مناقشته مع المستشار الألماني فريدريش ميرز، خلال زيارته ألمانيا.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات، خلال لقائها اليوم الأربعاء، على التعاون الثنائي والأوروبي في السياسة الدولية، ويُعقد الاجتماع قبل أقل من ثلاثة أسابيع من قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في هولندا، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وتحظى الدنمارك، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أخيرًا باهتمام دولي واسع، ويعود ذلك أساسًا إلى إقليم جرينلاند المتمتع بالحكم الذاتي التابع لها، وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرارًا باستيلاء الولايات المتحدة على الجزيرة، ولم يستبعد استخدام القوة.
ويمهد اللقاء إلى تولي الدنمارك، رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، 1 يوليو 2025، إضافة إلى سياسة الدنمارك التقييدية للهجرة، وهي ما تتوافق مع سياسة برلين منذ تولي المحافظين مقاليد السلطة، بإعلان سياسة جديدة من شأنها تقويض الهجرة وطلبات اللجوء.
ومن المقرر مناقشة رؤيتها حول التهديد المتزايد من روسيا من الشرق، في ظل معركتها مع أوكرانيا واستعدادها لهجمات محتملة في أماكن أخرى من أوروبا.
وقالت فريدريكسن، إن النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، والتقدم السلمي الذي تحقق منذ نهاية الحرب الباردة في خطر، وتعتقد أن هذا يُمثل تحديًا هائلًا لأوروبا، التي اعتادت على السلام لمدة 30 عامًا، ويهدد بتهميش قضايا أخرى مثل معالجة تغير المناخ، بحسب "نيوزويك" الأمريكية.
وللتعامل مع المخاوف التي أعرب عنها ترامب بشأن عدم قدرة الدنمارك على الدفاع عن جرينلاند في مواجهة المواجهة الروسية أو الصينية، أضافت "فريدريكسن"، أنه سيكون من أولويات الدنمارك تعزيز دورها الدفاعي في القطب الشمالي بالشراكة مع دول أخرى في حلف شمال الأطلسي، فضلًا عن بذل المزيد من الجهود على الحدود الشرقية لأوروبا.
وخلال حملته الانتخابية التي مهدت لفوزه بمنصب المستشار الألماني، علق "ميرز" على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن احتمال سيطرة الولايات المتحدة على جرينلاند، قائلًا: "أعتقد أن دونالد ترامب لن يُصرّ على مصالحه في جرينلاند رغم المصالح الإقليمية والاعتراضات السياسية للدنمارك والاتحاد الأوروبي".
وتتمتع جرينلاند باستقلال ذاتي واسع، لكنها تتبع رسميًا مملكة الدنمارك، وأثارت هذه الجزيرة - أكبر جزيرة في العالم - بموقعها الجيوسياسي المهم في القطب الشمالي، رغبة ترامب، التي أكد عليها مرارًا وتكرارًا بلهجة حادة أحيانًا، ولم يستبعد ترامب اللجوء إلى القوة العسكرية والاقتصادية للسيطرة على الجزيرة.
وقال "ميرز" إن "ترامب يُركز بتصريحاته على منطقة ذات أهمية جيوستراتيجية بالغة، ويجب أن نناقش معه ما سيسفر عنه ذلك، وإلى أن يثبت العكس، افترض أن أمريكا ستلتزم بالقواعد أيضًا".
في الوقت نفسه تريد الحكومة الدنماركية تعزيز وجودها العسكري في الشمال باستثمارات تبلغ قيمتها المليارات، وأعلن وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن، أنه سيتم تخصيص 10 مليارات كرونة دنماركية أي ما يعادل نحو 1.34 مليار يورو، قائلًا: "لم نستثمر بشكل كافٍ في القطب الشمالي لسنوات عديدة، لكننا نخطط الآن لوجود أقوى".
ومن المقرر شراء زورقين جديدين من طراز Thetis، وطائرتين مسيّرتين جديدتين بعيدتي المدى، وفريقي زلاجات جديدين لدورية سيريوس في جرينلاند، وتعزيز وجود الأفراد في قيادة القطب الشمالي.
وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية في جرينلاند، منذ خمسينيات القرن الماضي، تُمكّنها من مراقبة الأنشطة في القطب الشمالي. كما تم تركيب نظام إنذار مبكر للصواريخ الباليستية، يُمكن استخدامه لاعتراض الصواريخ الروسية الموجهة إلى أمريكا الشمالية، وهذا أحد أسباب اهتمام ترامب بجرينلاند.