الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"مادلين" قد لا تختلف عن "مرمرة".. مصير مظلم ينتظر سفينة كسر الحصار عن غزة

  • مشاركة :
post-title
سفينة مادلين في طريقها إلى غزة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

مصير مظلم ينتظر سفينة مادلين، التي انطلقت من إيطاليا وعلى متنها مساعدات إغاثية ونشطاء لحقوق الإنسان بهدف الوصول إلى قطاع غزة، لكسر الحصار المفروض عليها من قِبل الاحتلال، وهو المصير النابع من تهديدات أطلقها الجيش الإسرائيلي، وخلفية صادمة تكشف عن وحشية وقمع غير مبررين شهد بهما القاصي والداني.

كانت السفينة مادلين أبحرت من ميناء صقلية في السادس من يونيو الجاري، وهي الآن قبالة السواحل المصرية وتتجه ببطء نحو قطاع غزة المحاصر من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، وبحسب "ذا جارديان" البريطانية، ترفع السفينة العلم البريطاني ويديرها تحالف أسطول الحرية المؤيد للإنسانية.

كسر الحصار

يأتي الهدف من تلك السفينة، هو تسليط الضوء على الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية التي يحتاجها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعانون مجاعة بسبب استخدام إسرائيل للتجويع سلاحًا في الحرب، خاصة بعد تشديد الحصار والخناق على القطاع منذ خرق الاحتلال للهدنة في مارس.

وبحسب الناشطة جريتا ثونبرج، التي انضمت إلى فريق مادلين، فإنهم يريدون في المقام الأول تحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة في غزة، كما تحمل السفينة مادلين كمية رمزية من المساعدات منها أرز وحليب أطفال، وعلى متنها 11 شخصًا بينهم عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن.

إسرائيل تتوعد أي سفينة تحاول الوصول إلى غزة
لن تصلوا غزة

وتبعد السفينة عن غزة، وفقًا لمسؤولة الإعلام في المنظمة هاي شا ويا، نحو 160 ميلًا بحريًا -296 كيلو مترًا- لكن قبل اقترابها أعطى وزير الدفاع‭‭‭‭ ‬‬‬‬الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات بالتحرك لمنع وصول السفينة مادلين إلى قطاع غزة، بأي وسيلة ممكنة.

وحذّر "كاتس" القائمين على السفينة قائلًا: "من الأفضل لكم أن تعودوا أدراجكم، لأنكم لن تصلوا إلى غزة"، واصفًا الناشطة في مجال المناخ جريتا بأنها معادية للسامية، وتروّج برفقة الموجودين معًا لرواية حركة حماس، واصفًا الحصار بأنه ضروري للأمن القومي في إطار القضاء على الحركة.

رفض الامتثال

لكن المصير المحتوم يبدو متوقعًا إذا رفضت السفينة مادلين الامتثال للأوامر الإسرائيلية، وذلك بسبب خليفتهم الوحشية في التعامل مع مثل تلك الأمور، التي كشفتها الأمم المتحدة في تقريرها حول الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية المكون من ست سفن وعلى متنه 700 ناشط حقوقي في 2010، الذي جاء أيضًا للهدف نفسه.

ووفقًا للتقرير النهائي الصادر من المدعي العام للمحكمة الدولية في نوفمبر 2014، الذي جاء بعنوان "إسرائيل وحصار غزة وحادثة الأسطول"، كان الاحتلال الإسرائيلي ضيّق الخناق بشدة على قطاع غزة وأعلنها منطقة معادية منذ عام 2007، وفرض قيودًا على حركة البضائع من وإلى غزة.

أهداف معلنة

قام بعد ذلك الاحتلال الإسرائيلي بتشديد الخناق بصورة كبيرة ومنع الوقود وقطع الكهرباء عن القطاع، التي تبين أن كلها قرارات تتعارض مع التزامات اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين، وكشفت بعثة الحرية وقتذاك عن أن الحصار وصل إلى المجاعة، بحسب موقع casebook، وألحق أضرارًا غير متناسبة بالسكان المدنيين في قطاع غزة، ولا يمكن تبريره وبالتالي يجب اعتباره غير قانوني.

اعتراض اسطول سفن الحرية

ومن أجل ذلك، انطلقت 6 سفن من تركيا تحمل 700 شخص من 50 دولة وأهداف معلنة وهي لفت انتباه الرأي العام الدولي إلى الوضع في قطاع غزة وآثار الحصار؛ وكسر الحصار وإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية، وحملوا ما يقرب من 10,000 طن من المساعدات الإنسانية، لتوصيلها إلى المدنيين.

الذخيرة الحية

حذرت إسرائيل كل سفينة من الاقتراب من غزة، وعليها تغيير مسارها، وهددتهم بالعواقب الوخيمة لعدم الامتثال للطلب الإسرائيلي، لكن قباطنة السفن المختلفة صرّحوا بأن وجهتهم هي غزة، وأن هدفهم هو إيصال مساعدات إنسانية، كما أكدوا أن القوات الإسرائيلية لا تملك الحق في أمر السفن بتغيير مسارها.

في 31 مايو 2010، نفّذ الاحتلال تهديداته، وقام بإنزال الجنود من المروحيات على سفينة "مافي مرمرة"، وأطلقوا الذخيرة الحية من المروحية على النشطاء والقنابل، واستمر إطلاق النار عدة دقائق قتلوا خلالها 9 ركاب وإصابة ما لا يقل عن 50 راكبًا آخر بالذخيرة الحية والرصاص البلاستيكي.

مصير محتوم

لذلك يمكن الجزم بأن مصير سفينة الحرية مادلين، لن يكون مختلفًا عن سفينة مرمرة ورفيقاتها، في ظل التعنت الإسرائيلي واعتبار الحصار أداة قانونية، مستندين إلى شرعية واهية، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة سابقًا بأنه انتهاك جسيم للقانون الدولي والإنساني، وأن أي عقاب جماعي للسكان المدنيين يعد غير قانوني بأي حال من الأحوال.