يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جزيرة جرينلاند، خلال يونيو الجاري، تعبيرًا عن دعمه للإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي، والذي يطمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى ضمه للولايات المتحدة.
وفقًا للإعلان الصادر عن الرئاسة الفرنسية، اليوم السبت، من المقرر أن يزور ماكرون جرينلاند في 15 يونيو الجاري، رفقة رئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن.
ويعتزم الزعيمان مناقشة الوضع الأمني في شمال الأطلسي والقطب الشمالي مع رئيس وزراء جرينلاند ينس فريدريك نيلسن، بالإضافة إلى موضوعات أخرى مثل التنمية الاقتصادية وتغير المناخ والطاقة المتجددة.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون مع جرينلاند في هذه المجالات والمساهمة في ترسيخ السيادة الأوروبية، وفقًا للقناة الفرنسية "فرانس 24".
في بيان صدر اليوم، أقرَّت "فريدريكسن" بالوضع الصعب للسياسة الخارجية في الأشهر الأخيرة، لكنها أشادت بالدعم الدولي الكبير لجرينلاند والدنمارك.
وقالت إن "زيارة ماكرون المقبلة إلى جرينلاند هي شهادة ملموسة أخرى على الوحدة الأوروبية"، في إشارة إلى عضوية فرنسا والدنمارك في الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة.
وسيكون ماكرون أول رئيس دولة أجنبي يزور جرينلاند بعد تهديدات نظيره الأمريكي المتكررة في الأشهر الأخيرة برغبته في ضم الجزيرة.
وحظيت جرينلاند باهتمام دولي غير معتاد منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي رغبته في السيطرة على الجزيرة.
وتتمتع جرينلاند بحكم ذاتي إلى حد كبير، لكنها جزء من الدنمارك، ورفضتا رفضًا قاطعًا مساعي ترامب.
وسافر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في شمال جرينلاند، نهاية مارس الماضي.
ويأتي ذلك أيضًا بعد تصويت مثير للجدل في البرلمان الفرنسي في 5 يونيو، حيث وافق المشرعون بأغلبية ضئيلة (212 مقابل 198) على قرار يدعم الدعم العسكري المحتمل للدنمارك لمواجهة طموحات ترامب التوسعية.
وحذرت فريدريكسن، الخميس، أيضًا من أن "جرينلاند والدنمارك تعرضتا مؤخرًا لضغوط غير مقبولة من أقرب الحلفاء"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأعرب ترامب مرارًا وتكرارًا عن اهتمامه بضم الجزيرة، حتى مع رفض الدنمارك وجرينلاند، حليفتي حلف شمال الأطلسي، الفكرة بشدة.
والشهر الماضي، جدد ترامب تهديده باستخدام القوة العسكرية لضم جرينلاند، قائلًا إنه لا يستبعد ضم هذه المنطقة الدنماركية ذات الحكم الذاتي إلى الولايات المتحدة، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الامريكية.
وأضاف: "نحن بحاجة ماسة إلى جرينلاند، إذ تضم مجموعة صغيرة جدًا من السكان، وسنعتني بهم.. لكننا نحتاج ضمها للأمن الدولي".
كان هذا أحدث تعليق لترامب في سلسلة من التصريحات حول الاستيلاء على الجزيرة الغنية بالموارد، والتي يُصرّ على أن الولايات المتحدة بحاجة إليها لأغراض الأمن القومي.
وفقًا للخبراء، هناك بعض العوامل التي تدفع هذا الاهتمام، إذ تحتل جرينلاند موقعًا جيوسياسيًا فريدًا، بوقوعها بين الولايات المتحدة وأوروبا، ما قد يساعد في صد أي هجوم محتمل من روسيا.
كما تقع على طول ممر ملاحي رئيسي، وهي جزء من الفجوة البحرية بين جرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة، وهي منطقة بحرية إستراتيجية.
ومنذ أن بدأ ترامب في التعبير عن خططه لرئاسته في ديسمبر، أثارت رغبته في ضم جرينلاند تساؤلات حول أمن الجزيرة المستقبلي، حيث تتنافس الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ في القطب الشمالي.