زعم تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن عصابات المخدرات المكسيكية تحصل على مساعدة من الصينيين لبناء إمبراطوريتها من المخدرات التي تتغذى على المستهلكين الأمريكيين؛ وذلك بعد أن اعترضت دوريات الحدود هذا الأسبوع 50 ألف كيلوجرام من المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في تصنيع "الميثامفيتامين"، مُرسلة من الصين ومُوجهة إلى أعضاء كارتل "سينالوا" في المكسيك.
وبالإضافة إلى تزويد الكارتلات المكسيكية بالمواد الكيميائية اللازمة لتصنيع المخدرات غير المشروعة، تُعدّ الجهات الصينية أيضًا أحد أبرز من يساعدها في غسل عائداتها، وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية.
ونقل التقرير عن تشاد بلانتز، العميل المسؤول عن تحقيقات الأمن الداخلي في إدارة الهجرة والجمارك (ICE) في هيوستن: "لفترة طويلة جدًا، جنت عصابات المخدرات المكسيكية مليارات الدولارات على حساب مجتمعاتنا المحلية، ولم تترك وراءها سوى الإدمان والموت واليأس".
وأضاف: "توفر مبادرة الشحنات المشبوهة لمكتب التحقيقات في الأمن الداخلي أسلوبًا ثوريًا للبقاء متقدمًا على العصابات بخطوة واحدة من خلال تعطيل تدفق المواد الكيميائية التي تعتمد عليها لإنتاج المخدرات غير المشروعة".
تورط صيني
تلفت "فوكس نيوز" إلى أن عملية الضبط هذه تمثل جزءًا من مبادرة مستمرة أُطلقت عام 2019 لتحديد شحنات مشبوهة من المواد الكيميائية الأولية من الصين والهند ودول أخرى، والمُوجهة إلى عصابات المخدرات المكسيكية.
منذ إطلاق المبادرة، اعترض الأمريكيون أكثر من 1.700.000 كيلو جرام من المواد الكيميائية المُستخدمة في تصنيع "الميثامفيتامين" و"الفنتانيل"، بما في ذلك ضبط 44.000 كيلوجرام من المواد الكيميائية الأولية في ميناء هيوستن في مارس الماضي، كانت مُوجهة إلى كارتل "سينالوا".
ويأتي هذا وسط أنباء عن سلسلة من الحوادث الأخرى التي تورط فيها مواطنون صينيون أو أفراد يعملون لصالح الصين، والذين شاركوا في جهود تجسس مزعومة، بدءًا من الإرهاب الزراعي وبيع الأسرار العسكرية، إلى التسلل إلى الجامعات الأمريكية واستخدام المنتجات الأمريكية لزرع الانقسامات السياسية عبر الإنترنت.
في أحدث واقعة، وُجِهت اتهامات لمواطنين صينيين بتهريب "مُمْرِض بيولوجي خطير" إلى الولايات المتحدة للدراسة في مختبر بجامعة ميتشيجان، وسط جدل حول جهود إدارة ترامب لتشديد إجراءات التدقيق في تأشيرات المواطنين الصينيين الراغبين في دخول الولايات المتحدة.
والشهر الماضي، كشف تحقيقٌ موسعٌ أجرته مجموعة من طلاب جامعة "ستانفورد" عن ثقافةٍ سائدةٍ بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعتهم "حيث يعملون لصالح الحزب الشيوعي الصيني"، وفق التقرير.
وسلّط التقرير الضوء على رغبة بعض الطلاب في العمل مع الحكومة الصينية، من خلال مشاركة الملكية الفكرية أو مواءمة أولوياتهم البحثية مع المصالح الصينية، بينما يُجبر آخرون أحيانًا على العمل لصالح الحزب الشيوعي الصيني، خاصةً إذا كانت لديهم عائلات في بكين.
حرب الجواسيس
في الوقت نفسه، ظهرت هذا الأسبوع تقارير عن جهود صينية لسرقة أسرار الدولة الأمريكية أو زرع الانقسامات السياسية.
ووجهت وزارة العدل الأمريكية، الجمعة، اتهامات إلى مواطنين صينيين ومقيم دائم قانوني بالتآمر لتهريب تكنولوجيا عسكرية أمريكية حساسة إلى الحزب الشيوعي الصيني.
كما تم القبض على رجل أعمال بريطاني لمحاولته تهريب مكونات عسكرية أمريكية حساسة إلى الصين.
أيضًا، أغلقت شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية OpenAI، الأسبوع الماضي، عملية تأثير مرتبطة بالصين والتي كانت تستخدم تطبيق ChatGPT الخاص بها لتوليد منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وإثارة الانقسام السياسي المتعلق بالسياسة الأمريكية عبر الإنترنت.