في الوقت الذي أعلن الرئيس الأمريكي، عزم روسيا على توجيه ضربات عنيفة لأوكرانيا، على خلفية هجوم "شبكة العنكبوت"، تراجعت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، عن توجيه تكنولوجيا رئيسية مضادة للطائرات بدون طيار كانت مخصصة لأوكرانيا إلى القوات الأمريكية، وهي الخطوة التي تعكس تراجع التزام البنتاجون بدفاع كييف.
أبلغ البنتاجون، الكونجرس سرًا الأسبوع الماضي بأن صمامات تفجير خاصة للصواريخ التي تستخدمها أوكرانيا لإسقاط الطائرات المسيّرة الروسية، تم توجيهها في الوقت الحالي لوحدات القوات الجوية الأمريكية، بحسب "نيويورك تايمز".
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي صرّح فيه الرئيس ترامب، أمس الأربعاء، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه في مكالمة هاتفية بأن موسكو ستضطر للرد بقوة على الهجمات الأوكرانية الأخيرة، ما يُضعف احتمالات وقف الحرب التي بدأت أوائل عام 2022.
تحذير أمريكي للناتو
وحذّر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث من أن الحلفاء الأوروبيين يجب أن يُقدّموا الحصة الأكبر من المساعدات العسكرية المستقبلية لكييف، مُصنّفًا غرب المحيط الهادئ "مسرح العمليات ذي الأولوية" للبنتاجون.
في مذكرة داخلية الشهر الماضي، أمر وزير الدفاع بتلبية احتياجات القادة من الأسلحة، بتوفير الصمامات للقوات الجوية الأمريكية، على الرغم من أنها كانت قد تم شراؤها في البداية لأوكرانيا.
تأثر الدفاعات الأوكرانية
ويقول مؤيدو هذه الخطوة إن البنتاحون يتمتع بالمرونة اللازمة لاتخاذ مثل هذا الإجراء بموجب مشروع قانون الإنفاق العسكري الطارئ الذي تم إقراره العام الماضي لكن هذه الخطوة أثارت مخاوف بين مؤيدي أوكرانيا في الكونجرس، الذين يقولون إن البنتاجون لم يوضح تأثير هذه الخطوة على الدفاعات الأوكرانية أو ما إذا كانت حاجة القوات الجوية إليها ملحة.
بدورها قالت سيليست والاندر، التي شغلت منصب مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع خلال إدارة بايدن: "هذه القدرة ملحة وحيوية للدفاع الجوي المتعدد الطبقات لأوكرانيا ضد الهجمات الروسية، ولكن هناك أيضًا حاجة ملحة لحماية الأفراد والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط من هجمات الحوثيين، وربما هجمات الطائرات المسيرة الإيرانية".
أسلحة القتل الدقيق
وتستخدم الصمامات لنظام أسلحة القتل الدقيق المتقدم، وقد زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بهذه التقنية لبضع سنوات، واستخدمها الأوكرانيون في نظام صواريخ أرض-جو للدفاع ضد الطائرات الروسية بدون طيار، وأشاد البنتاجون بفعاليتها، ومن المكونات الأساسية "صمام القرب"، الذي يُفجر المتفجرات عندما يقترب الصاروخ من طائرة بدون طيار.
رتبت إدارة بايدن إرسال الصمامات إلى جانب العديد من أنظمة الأسلحة الأخرى في إطار مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، التي سمحت بإنفاق مليارات الدولارات من أموال الحكومة الأمريكية لشراء أسلحة ومكونات من شركات دفاع أمريكية.
على الرغم من إنفاق أموال البرنامج، من المقرر وصول شحنات إلى أوكرانيا هذا العام والعام المقبل ما لم تُحوّل إدارة ترامب المزيد من الأنظمة لملء مخزونات الجيش الأمريكي.
ورثت إدارة ترامب سلطة إرسال أسلحة تصل قيمتها إلى 3.85 مليار دولار إلى أوكرانيا من مخزونات البنتاجون، لكنها امتنعت عن ذلك، ولم تطلب المزيد من التمويل لمبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا.