بدأ حجاج بيت الله الحرام، فجر اليوم الخميس، التوجه إلى صعيد عرفات؛ لأداء ركن الحج الأعظم، في مشهد إيماني مهيب يغمره الخشوع والسكينة.
توافدت جموع الحجيج إلى جبل الرحمة، مرددين التلبية، ومفعمين بأجواء روحانية، داعين الله عز وجل أن يمنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
ويؤدي حجاج بيت الله الحرام، اليوم، صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة المصطفى ﷺ.
ويقع المشعر على بُعد نحو 18 كم من المسجد الحرام، و10 كم من مشعر منى، و6 كم من مشعر مُزدلفة، وَيقرب طول وعرض مشعر عَرفة ميلين، وهو سَهل مُنبسط مُحاط بسلسلة من الجِبال على شكل قوس، ويتسم بهدوئه وروحانيته التي تميّزه عن غيره من المشاعر، إذ لا تُقام فيه إقامة دائمة أو مبيت دائم، ويكون وقت الوقوف فيه من بعد زوال شمس يوم التاسع إلى فجر اليوم العاشر.
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات الأمنية، التي نظمت طرق المركبات ودروب المشاة حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم
يوم أمس، وصل أكثر من مليون ونصف مليون حاج إلى مكة المكرمة، إيذانًا بانطلاق أول أيام مناسك، في ظل درجات حرارة مرتفعة وإجراءات صارمة لمنع الحج غير النظامي؛ تفاديًا لكارثة العام الماضي التي أودت بأكثر من ألف شخص.
وأفادت وزارة الحج السعودية، بوصول ما يزيد على 1.5 مليون حاج هذا العام من خارج المملكة.
وشهد موسم الحج هذا العام تعزيز الإجراءات الوقائية من الحرّ، بعدما سُجّلت في موسم العام الماضي 1301 حالة وفاة، مع وصول درجات الحرارة إلى 51.8 مئوية، وفق السلطات السعودية.
ومع غروب شمس اليوم، تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، حيث يُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون حتى فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، تأسيًا بسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وتواصل الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية تقديم خدماتها لضيوف الرحمن، ووفرت مختلف القطاعات الحكومية الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه الحجاج الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام.