أطلق السفير رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرًا من استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
وأكد "منصور"، خلال جلسة لمجلس الأمن، أن إسرائيل تمارس سياسة تجويع ممنهجة بحق أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستخدم الحصار كأداة لإبادة جماعية، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك القرار 2735 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن إسرائيل تواصل عرقلة المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والأدوية والوقود، المقدمة إلى السكان في غزة، المقدر عددهم بأكثر من 1.9 مليون شخص، تم تهجيرهم قسرًا من منازلهم، ما يؤدي إلى تفاقم ظروفهم الحياتية التي تصل إلى مستوى المجاعة الجماعية والجفاف وسوء التغذية وانتشار الأمراض.
واختتم "منصور"، كلمته بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الجرائم، وشدد على أن اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون الخطوة القادمة في محاولة لصد العدوان، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين.
مندوب الجزائر: لن نتخلى عن فلسطين
من جهته، قال السفير الجزائري عمار بن جامع، إن "مشروع القرار الإنساني -حتى في حال عرقلته من خلال حق النقض- يمثل مرآة تعكس معاناة التعددية والحاجة الملحة لإحيائها".
وأضاف، خلال كلمته بالجلسة، أن مشروع القرار يمثل "إرادة جماعية للعالم أجمع ورسالة إلى الشعب الفلسطيني أنكم لستم وحدكم، وإلى المحتل الإسرائيلي بأن العالم يراقبهم".
وأكد ضرورة سقوط "درع الإفلات من العقاب"، مضيفًا أن التصويت اليوم "يكشف لماذا يُواصل المحتل الإسرائيلي جريمته: لأنه لم يواجه العدالة قط، ولأنه شعر دائمًا بالحماية، بينما يُدفن الضحايا دون أسماء، ولا عناوين رئيسية، ولا تحقيق، ولا محاسبة".
وأكد أنه كان ينبغي على مجلس الأمن أن يتحرك "لكي لا يصبح قتل الأطفال الفلسطينيين مجرد هواية، وكان ينبغي أن يتحرك لفرض وقف إطلاق النار في غزة حتى لا يُشرَّع التجويع كسلاح".
وقال السفير الجزائري إن بلاده ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وستعود إلى المجلس مرارًا وتكرارًا؛ من أجل "الجياع الذين يرفضون مقايضة الكرامة بالخبز تحت الحصار والعطشى الذين يُقتلون بحثًا عن المياه النظيفة، ولأن الفلسطينيين يستحقون العيش في حرية وكرامة".
وفشل مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأربعاء، في اعتماد مشروع قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض "فيتو".
وتقدمت بمشروع القرار الدول العشرة غير دائمة العضوية في المجلس (الجزائر والدنمارك واليونان وجويانا وباكستان وبنما وجمهورية كوريا وسيراليون وسلوفينيا والصومال).
وصوتت لصالح مشروع القرار 14 دولة، وأسقطته الولايات المتحدة باستخدامها حق النقض "فيتو".