الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيزي مصطفى.. وجه ناعم يحمل ذاكرة لا تغيب عن الشاشة

  • مشاركة :
post-title
الفنانة المصرية الراحلة زيزي مصطفى

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

بوجه هادئ يحمل ملامح مريحة وعيون مشبعة بالصدق، سكنت الفنانة زيزي مصطفى، وجدان المُشاهد المصري والعربي لعقود طويلة، لم تكن نجمة ساطعة في سماء السينما، بل كانت حضورًا متجددًا في كل من التلفزيون والإذاعة والمسرح، استطاعت أن تترك بصمتها الخاصة التي لا تشبه أحدًا، وظلت تتجدد مع كل مرحلة عمرية دون أن تفقد وهجها.

ولادة فنية مبكرة

ولدت زينب مصطفى نصر - التي نحتفل اليوم 2 يونيو بذكرى ميلادها - في القاهرة عام 1945، وبدأت خطواتها الفنية مبكرًا وهي في الـ16 من عمرها، حين شاركت في أول أفلامها "بين السماء والأرض" عام 1959 مع المخرج صلاح أبو سيف، ومن هنا بدأت رحلة فنية طويلة ومتشعبة.

وبعدها بعام ظهرت في فيلم "المراهقات" مع ماجدة، إلا أن انطلاقتها الحقيقية جاءت عام 1968، عندما اختارها المخرج حسين كمال لبطولة فيلم "البوسطجي" بجانب شكري سرحان وصلاح منصور، وهو العمل الذي رسّخ حضورها وموهبتها بقوة في تاريخ السينما المصرية.

وامتلكت زيزي مصطفى قدرة استثنائية على التنقل بين الأدوار الجادة والساخرة، البسيطة والمعقدة، فشكلت تنوعًا فنيًا لافتًا في أعمالها التي تجاوزت 50 فيلمًا سينمائيًا وأكثر من 150 عملًا تلفزيونيًا وإذاعيًا وسهرة درامية.

وعملت زيزي مع كبار النجوم مثل عبدالمنعم مدبولي وعادل إمام وعبدالحليم حافظ وأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وغيرهم، وأشهر أفلامها "الحريف، زوجة رجل مهم، حرامية في كي جي تو، صايع بحر، في محطة مصر، ولخمة راس".

وفي الدراما التلفزيونية، كانت علامة مميزة في أعمال مثل "أبنائي الأعزاء.. شكرًا، أحلام الفتى الطائر، ليالي الحلمية، رجل في زمن العولمة، ريا وسكينة، راجل وست ستات، والملك فاروق".

لم تكتفِ زيزي بالسينما والتلفزيون، بل كان لها عطاء مميز على خشبة المسرح، إذ شاركت في نحو 10 عروض مسرحية، منها زوجة واحدة تكفي (1979)، زيارة خاصة جدًا (1989)، وأظهرت في المسرح طاقتها التمثيلية المتنوعة، وأثبتت أنها صاحبة حضور قوي على الخشبة أيضًا.

محطات إنسانية

روت زيزي مصطفى قبل وفاتها موقفًا مؤثرًا جمعها بعبدالحليم حافظ، خلال التحضير لفيلم "أبي فوق الشجرة"، كان من المقرر أن تشارك بدور البطولة بدلًا من ميرفت أمين، إلا أن تأخرها في العودة من مهرجان خارج البلاد جعل صنّاع الفيلم يلجأون لميرفت أمين، وهو ما أُثير حوله شائعات كثيرة، نفتها زيزي لاحقًا، مؤكدة أنها فقدت الوزن المطلوب وأن الاستبعاد لم يكن بسبب تقصير منها فقط.

وعملت أيضًا في التلفزيون كمذيعة ربط، خلال فترة إقامتها في الكويت، وكونت جمهورًا واسعًا هناك، لكنها تعرضت لموقف محرج حين نسيت اسم أحد ضيوف السهرات على الهواء مباشرة، ما جعلها تصف العمل الإعلامي بأنه أكثر صعوبة مما يبدو.

ورحلت زيزي مصطفى عن عالمنا، 13 فبراير 2008، إثر نوبة قلبية مفاجئة في منزلها بمنطقة مصر الجديدة، في أثناء تصوير الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي "راجل وست ستات"، دون أن تعاني من أي مرض مسبق، تاركة خلفها إرثًا فنيًا غنيًا، ومحبين لم ولن ينسوها.