يسود تفاؤل حذر في البيت الأبيض بشأن إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين خلال أيام قليلة، وفقًا لما كشفه موقع "أكسيوس" نقلًا عن ثلاثة مصادر تشارك في المفاوضات.
وقال أحد المصادر الأمريكية للموقع: "إذا تحركت كل جهة قليلًا فقط، يمكننا أن نحصل على اتفاق خلال أيام"، مشيرًا إلى أن المقترح الجديد الذي طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف "قد يكون قادرًا على سد الفجوة المتبقية بين إسرائيل وحماس".
التغلب على العقبات
خلال الأسبوعين الماضيين، انخرط ويتكوف في مفاوضات مكثفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشاره رون ديرمر، بالإضافة إلى التواصل مع قادة حماس في الدوحة، من خلال رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، بحسب ما ذكرته مصادر "أكسيوس".
وشهدت المفاوضات تعقيدات عندما أعلنت حماس، الاثنين الماضي، موافقتها على مقترح أمريكي يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح 10 محتجزين أحياء على دفعتين، لكن إسرائيل رفضت المقترح بسرعة، كما انتقده ويتكوف قائلًا لـ"أكسيوس" إن حماس حرَّفت العرض الأمريكي، فيما أوضح مصدر مطلع للموقع أن الخلاف نجم عن سوء تفاهم أدى إلى تفسير الأطراف الثلاثة للمقترح بطرق مختلفة.
ورقة شروط جديدة
رغم هذه النكسة، استُؤنفت المحادثات الثلاثاء الماضي، وعقد "بحبح" اجتماعات إضافية مع كبار المسؤولين في حماس بالدوحة، بينما التقى ويتكوف بـ"ديرمر" في واشنطن.
وأمس الأربعاء، أصدرت حماس بيانًا أكدت فيه سعيها للتوصل لاتفاق مع ويتكوف حول "إطار عام"، يتضمن وقف إطلاق نار دائم وانسحاب عسكري إسرائيلي كامل من غزة وتجديد المساعدات الإنسانية وإنشاء لجنة تكنوقراط لحكم غزة.
وأشارت حماس إلى أن الإطار يتضمن إطلاق سراح عشرة محتجزين أحياء ورفات عدد من المحتجزين المتوفين، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب ضمانات من مصر والولايات المتحدة وقطر.
وبعد ساعتين من بيان حماس، ظهر ويتكوف إلى جانب الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي وأعلن أنه صاغ "ورقة شروط جديدة" لموافقة الرئيس عليها، قائلًا: "لدي شعور جيد جدًا حول التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت وحل طويل الأمد وسلمي لذلك الصراع".
التفاصيل الحاسمة
فيما أفاد مسؤول إسرائيلي كبير، لـ"أكسيوس"، بأن المسودة الجديدة للبيت الأبيض لا تختلف بشكل كبير عن الإصدارات السابقة، لكنها تتضمن "تلميعًا لغويًا" لكسب موافقة الطرفين، مع التركيز على البند المتعلق بالضمانات التي تريدها حماس لضمان إجراء مفاوضات جدية حول وقف إطلاق نار دائم خلال فترة الـ60 يومًا، وضمان عدم خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار من جانب واحد، كما فعلت في مارس.
العقبات المتبقية
ويبقى خلاف محوري حول تسلسل وجدولة إطلاق سراح المحتجزين، إذ تريد إسرائيل إطلاق سراح جميع المحتجزين العشرة الأحياء في اليوم الأول خشية عدم التزام حماس لاحقًا، بينما تفضل حماس الإطلاق على مراحل لضمان عدم خرق إسرائيل للاتفاق قبل انتهاء فترة الـ60 يومًا.
وقال المسؤول الإسرائيلي لـ"أكسيوس": "لا توجد مساحة كبيرة متبقية للمناورة في الصياغة، الأمل هو أن حماس ستكون مستعدة لتقديم تنازلات حول الضمانات، ونتنياهو سيوافق على تقديم تنازلات حول الجدول الزمني لإطلاق سراح المحتجزين".
وأضاف أن كبار المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن عاملًا قد يجعل حماس أكثر ميلًا لتوقيع الاتفاق يتمثل في آلية المساعدات الإنسانية الجديدة التي حاولت إسرائيل إطلاقها هذا الأسبوع، زاعمًا أن "حماس قلقة جدًا من أنها لم تعد تسيطر على جزء كبير من المساعدات الإنسانية".
خطوات نحو التنفيذ
وبينما سيكون الاتفاق على مبادئ الصفقة اختراقًا دراماتيكيًا بعد شهرين من الفشل، ستحتاج الأطراف لمفاوضات إضافية للاتفاق على تفاصيل التنفيذ مثل أسماء المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، والانسحاب المرحلي للقوات الإسرائيلية من معظم قطاع غزة، وفقًا لـ"أكسيوس".