استعرض رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، أبرز المستجدات الحكومية، مؤكدًا أن الاستقرار والبيئة التشريعية والضريبية والجمارك الجاذبة للاستثمار، بالإضافة إلى مشروعات البنية التحتية المتكاملة، هي عوامل أساسية وراء اهتمام الاستثمارات الدولية بمصر.
جهود جذب الاستثمار
أشار "مدبولي"، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إلى حرص الحكومة المصرية على إبراز الإصلاحات الكبيرة والرؤية المستقبلية أمام الشركات الدولية لتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص المصري وتقديم التسهيلات الممكنة.
كما نقل رسائل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمجموعة الشركات الأمريكية، التي أكدت أن مصر دولة مستقرة وآمنة، وتمثل سوقًا كبيرة وواعدة وبوابة للأسواق العربية والأفريقية.
وشدد مدبولي على أهمية كلمة الرئيس السيسي في تعزيز وعي المواطن وحرصه على استقرار البلاد في ظل اضطرابات المنطقة.
المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي
سلط رئيس الوزراء الضوء على المنتدى الاقتصادي المصري الأمريكي، الذي استضاف 80 من كبرى الشركات الأمريكية، برئاسة رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، مؤكدًا أن هذه الزيارة، كونها الأولى لرئيسة الغرفة، أسهمت في معرفتها الكاملة بما تم في مصر، ما دفعها لتصريح بأنها ستكون "سفيرة لمصر في الولايات المتحدة الأمريكية، وستروّج للاستثمار فيها بعد ما رأته من حجم الجهد والعمل الجاري".
فرص الاستثمار
أوضح مدبولي أن مصر حريصة على جذب الاستثمارات من مختلف دول العالم دون تفضيل، مشيرًا إلى وجود مناطق استثمارية متخصصة مثل المنطقة الصينية والروسية.
وعرض على الجانب الأمريكي إقامة منطقة متخصصة في صناعات محددة، لاسيما في قطاعات تتميز بها الولايات المتحدة مثل الصناعات التكنولوجية المتقدمة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، السيارات، الأدوية، الطاقة الجديدة والمتجددة، والصناعات الغذائية.
وأكد اهتمام الشركات الأمريكية الكبير بهذه الفرص والمزايا الاستثمارية المقدمة.
تذليل العقبات أمام الاستثمار
تطرق مدبولي إلى نقطتين رئيسيتين تم طرحهما خلال اللقاء مع الشركات الأمريكية، الأولى تتعلق بالموافقة على المقاييس والمعايير الفنية الخاصة بالسيارات الأمريكية، حيث تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن لتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار والتصنيع المحلي في مصر.
أما النقطة الثانية، فكانت شكوى من ارتفاع الرسوم المفروضة على المنتجات الأمريكية مقارنة بدول أخرى، بالإضافة إلى طلب فتح الباب أمام شركات متعددة لتقديم خدمات الشحن بدلاً من الاقتصار على شركة واحدة، وهو ما تم بالفعل بوجود ثلاث شركات تقدم هذه الخدمة أو في طريقها لذلك.
تنمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
أشار مدبولي إلى مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع شركة "آي بي إم" لتدريب أكثر من 100 ألف شاب مصري في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذا القطاع هو المستقبل ويوفر فرص عمل لا حدود لها داخل وخارج مصر، مشجعًا الشباب على التركيز عليه.
الاستكشافات الواعدة
تناول رئيس الوزراء اجتماعات الرئيس السيسي مع رؤساء شركات الطاقة العالمية مثل "شل" و"إكسون موبيل".
وأشاد ممثلو الشركات بالإجراءات الحكومية خلال العام ونصف العام الماضية، بما في ذلك سداد المديونيات المتأخرة وانتظام سداد الفاتورة الشهرية، ما شجعهم على زيادة استثماراتهم في مصر، في الوقت الذي يقللون فيه استثماراتهم بدول أخرى. وأفاد بأن الأبحاث والاستكشافات تشير إلى توقع وجود اكتشافات واعدة خلال الفترة المقبلة.
تأمين إمدادات الغاز
أوضح مدبولي أن مشكلة البنزين الأخيرة كانت ناتجة عن شحنة خاصة بإحدى شركات التكرير تحتوي على نسبة كبريت أعلى من المحددة، وقد وجه الرئيس المصري باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسؤولين من الجانبين، وتوقيع غرامات مالية على الكيانين، بالإضافة إلى عرض وزير البترول خطة لمنع تكرار الأزمة.
كما أكد أن الحكومة المصرية تعمل على استقدام أربع سفن تغويز لضمان عدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف المقبل، وتوقع عودة مصر كدولة مصدرة للغاز خلال أقل من عامين بفضل الاكتشافات الجديدة.
دعم الصناعة وتعزيز الصادرات
أفاد مدبولي بعقد اجتماعين مهمين حول قطاع الصناعة؛ الأول مع شركات الحديد والصلب لبحث التحديات وتسريع وتيرة الإنتاج وإمكانية إنشاء مصانع للتصدير. والثاني مع المسؤول الإقليمي لشركة "سامسونج إلكترونيكس"، حيث استعرضت الشركة خطتها لزيادة صادراتها من مصر بأكثر من 30% خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتم مناقشة برنامج رد الأعباء التصديرية الجديد.
العلمين الجديدة
اختتم مدبولي حديثه بالإعلان عن اختيار المنظمة العربية للسياحة لمدينة العلمين الجديدة لتكون عاصمة للمصايف العربية هذا العام، مؤكداً أن هذا يعكس رؤية الدولة المصرية لتنمية الساحل الشمالي الغربي ليصبح مقصدًا سياحيًا عالميًا على مدار العام.