فتحت ألمانيا أبوابها أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زينليسكي، في زيارته الأولى إلى برلين، بعد ثلاثة أسابيع تولي المستشار الألماني فريدريش ميرز، مقاليد السلطة، والمعروف بدعمه غير المحدود لكييف إلى جانب هجوم اللاذع على روسيا.
وأعلن المستشار ميرز، بعد لقائه الرئيس الأوكراني زيلينسكي في برلين، عن نيته زيادة الضغوط على روسيا، بالإضافة إلى تعهده بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ويعد لقاء ميرز وزيلينسكي هو الثالث مع ميرز في غضون أسابيع، في ظل سعيه إلى إعادة ترسيخ القيادة الألمانية بين الحلفاء الأوروبيين في مواجهة ضعف التزامات الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال ميرز في مؤتمر صحفي مشترك في برلين بعد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "سنواصل دعمنا العسكري وسنعمل على توسيعه"، مشيرًا إلى أن البلدين سيوقعان خطاب نوايا لشراء أنظمة أسلحة بعيدة المدى.
استبعد فريدريش ميرز (زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي) استخدام خط أنابيب بحر البلطيق "نورد ستريم 2" لتوصيل الغاز من روسيا، قائلًا: "ستفعل كل شيء لضمان عدم إمكانية إعادة تشغيل نورد ستريم 2".
ودعا "ميرز" إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا، قائلاً: "لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا نفسها، وأوكرانيا مستعدة للمحادثات الفنية بغض النظر عن الموقع، والأوروبيون سيدعمون ذلك".
وقال: "نحن نعتمد أيضًا على الدعم من الولايات المتحدة التي لا غنى عنها"، موجهًا الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التزامه بالمفاوضات حتى الآن.
من جانبه قال الرئيس الأوكراني، إن عدم دعوة أوكرانيا لحضور قمة "الناتو" سيمثل انتصارًا لبوتين ولكن ليس على كييف بل على الحلف، مضيفًا أن بلاده تحتاج إلى تعاون عسكري مع دول أوروبا والولايات المتحدة لمواجهة متطلبات الحرب.
وشدد الرئيس الأوكراني على أن روسيا يجب عليها التوقف عن قتل المدنيين ويجب تشديد العقوبات عليها، لافتًا إلى أن أوكرانيا وألمانيا لديهما اتفاقيات جديدة بشأن استثمارات قطاع الدفاع.
وسبق زيارة زيلينسكي، قرار ألمانيا الذي انتظرته كييف كثيرًا بعد أن قوضه المستشار السابق أولاف شولتس، بإلغاء القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى الألمانية.
وتأتي رغبة ميرز، في قيادة أوروبا، وإنهاء ما وصفه بصمت ألمانيا، في مواجهة سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المغايرة لحلف الناتو، والتي تتمثل تقليل دعم واشنطن العسكري لكييف.
وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن قلقه إزاء خطط الحكومة الألمانية لإعادة تسليح الجيش الألماني، قائلاً: "ألمانيا تريد أن تصبح القوة العسكرية الرائدة في أوروبا، مثيرة للقلق للغاية".
وأوضح لافروف أن ألمانيا أصبحت بالفعل القوة العسكرية الرائدة في أوروبا مرتين خلال القرن الماضي، في إشارة إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وفي منتصف شهر مايو، أعلن ميرز أنه يريد أن يجعل الجيش الألماني "أقوى جيش تقليدي في أوروبا"، ويعتبر تعزيز القوات المسلحة الألمانية الأولوية القصوى لحكومته.
وقال ميرز: "أي شخص يعتقد جديًا أن روسيا سوف تكتفي بالانتصار على أوكرانيا أو بضم أجزاء من البلاد فهو مخطئ".
وتعد ألمانيا ثاني الداعمين لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الحرب الروسية، وذهب أكثر من ثلث الصادرات الألمانية، البالغة 4.15 مليار يورو، إلى أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وخلال عام 2023 تم تصدير أسلحة حربية بقيمة 6.15 مليار يورو ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 5.57 مليار يورو.
ويأتي ما يقرب من 90% من صادرات الأسلحة لدول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، بالإضافة إلى كل من اليابان وأستراليا و كوريا الجنوبية، كما زادت الصادرات إلى إسرائيل 10 أضعاف.
وفي السنة الأولى من الحرب، تم تصدير أسلحة لأوكرانيا من بينها الأنظمة المضادة للطائرات والمدفعية الثقيلة هذا العام، وإضافة دبابات قتالية رئيسية من طراز ليوبارد 2، وارتفعت تصاريح التصدير لأوكرانيا إلى 4.15 مليار يورو.