لا يزال السجال دائرًا في لبنان حول نزع سلاح "حزب الله" وحصره في يد الدولة، وهو المطلب الذي تؤكده "الجبهة السيادية من أجل لبنان"، خلال مؤتمرها الصحفي بمقر الجبهة في السوديكو "البيت المركزي لحزب الوطنيين الأحرار"، في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وتأسست "الجبهة السيادية من أجل لبنان"، 29 سبتمبر 2021، من أحزاب ومجموعات وشخصيات مستقلة سيادية في لبنان، وكان من أولوياتها رفض السلاح الخارج عن سلطة الدولة وتأكيد مبدأ حصريته كسمة أساسية من السمات السيادية وتحديدًا سلاح "حزب الله" وأي سلاح خارج عن سلطة الدولة، لما يشكلان من انتقاص من سيادة الدولة على أراضيها، وتهديد للتوازنات الوطنية اللبنانية بكل أوجهها.
وبدأت السلطات اللبنانية، منذ أشهر الحديث عن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وبسط سيطرة جيش البلاد على كامل الأراضي اللبنانية. فمنذ 27 نوفمبر الماضي، مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، الذي تم إبرامه بوساطة أمريكية وفرنسية، بدأ الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب، وتفكيك مواقع لحزب الله، ومصادرة أسلحة وذخائر.
ونص اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، بما يشمل 33 موقعًا على الحدود مع إسرائيل. وكذلك تفكيك كل المنشآت العسكرية غير المرخصة والمعنية بصناعة السلاح في لبنان، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة بدءًا من منطقة جنوب الليطاني.
وأبريل الماضي، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، إن "القوات المسلحة اللبنانية الوحيدة المسؤولة عن سيادة لبنان واستقلاله"، مؤكدًا أن الدولة ستنفذ مسألة "حصر السلاح بيدها".
ويشدد المسؤولون اللبنانيون على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، كما دعوا "حزب الله" إلى التعاون حول مسألة السلاح، وفق خطة زمنية محددة.
وقال وزير الخارجية اللبناني يوسف راجي - معارض لحزب الله - إنه "تم إبلاغ لبنان بأنه لن تكون هناك مساعدات من المانحين الأجانب لإعادة الإعمار حتى يكون السلاح بيد الدولة وحدها". ولكن "حزب الله" ذكر أنه لا يوجد أي سلاح لدى الجماعة حاليًا في الجنوب، ويربط أي نقاش عما تبقى من ترسانة أسلحتها بانسحاب إسرائيل من 5 مواقع لا تزال تسيطر عليها وبوقف الهجمات الإسرائيلية.
وأكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، أبريل الماضي، رفضه "نزع سلاح" الحزب، ودعا إلى "إزالة هذه الفكرة من القاموس".
والأحد الماضي، قال قاسم في كلمة متلفزة، إن الحرب مع إسرائيل "لم تنتهِ بعد"، لأنها "لم تلتزم بترتيبات وقف إطلاق النار"، داعيًا إلى عدم مطالبة حزبه بأي شيء قبل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
وأضاف "قاسم" أن الدولة اللبنانية و"حزب الله" التزموا باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل "أقدمت على 3300 خرق وهم مستمرون في العدوان".
وتابع: "لا تطلبوا منا شيئًا بعد الآن، فلتنسحب إسرائيل، وتوقف عدوانها، وتفرج عن الأسرى، وتنتهي من كل الالتزامات الموجودة في الاتفاق، وبعد ذلك لكل حادث حديث".
ومن جهتها، تزعم إسرائيل أن حزب الله لا يزال يمتلك بنية تحتية قتالية في الجنوب تضم منصات إطلاق صواريخ، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".
وجاءت تلك المتغيرات، بعدما مُني حزب الله بخسائر بشرية وعسكرية فادحة خلال المواجهات العنيفة مع إسرائيل، التي بلغت أوجها، سبتمبر الماضي، إذ اغتيل أمينه العام السابق حسن نصر الله وخلفه هاشم صفي الدين، فضلًا عن كبار قادته، لا سيّما من وحدة الرضوان.