تحوّل افتتاح مركز توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة رفح الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إلى مشهد من الفوضى والتوتر الأمني، بعد أن أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية فقدان عناصر شركة الحماية التابعة للشركة الأمريكية المسيّرة للموقع السيطرة على الوضع، وفرارهم من المكان وسط ازدحام كبير، ما دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي التدخل العاجل وإطلاق النار واستدعاء المروحيات لنقل الموظفين.
إطلاق نار
وقال بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" في خان يونس، إنَّ منطقة توزيع المساعدات التي أشرفت عليها الشركة الأمريكية في رفح الفلسطينية شهدت حالة من الفوضى، بسبب الازدحام والتدافع.
وأضاف "جبر" أنَّ الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار بعد حالة الفوضى في منطقة توزيع المساعدات في رفح الفلسطينية، ويحاول تفريق الحشود بإطلاق النار في منطقة توزيع المساعدات، موضحًا أنَّ الشركة الأمريكية أعلنت توقف توزيع المساعدات اليوم بسبب الازدحام والتدافع.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال نقلًا عن مصدر أمني، أنَّ عناصر شركة الحماية الأمريكية أطلقوا النار في الهواء لتفريق سكان غزة من أمام مراكز توزيع المساعدات.
وأشارت إلى أنَّ عناصر الشركة الأمريكية التي تدير مركز توزيع المساعدات فقدوا السيطرة الكاملة، وأن معدات تابعة للشركة تمت مصادرتها أو الاستيلاء عليها من قِبل الحشود الكبيرة.
غضب فلسطيني
وفي سياق متصل، أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة بسام زقوت، الشركات الأمريكية ليس لديها الخبرة الكافية في توزيع المساعدات خصوصًا في ظل غياب المساعدات الإنسانية عن القطاع فترة كبيرة.
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أوضح "زقوت" أن توزيع المساعدات داخل قطاع غزة، الذي كانت تنظمها المؤسسات الأممية، يتم عبر 300 نقطة توزيع رئيسية، تنقسم بدورها إلى 10 نقاط توزيع فرعية لكل منها تحت إشراف مندوبين وآلاف المتطوعين.
وذكر أنَّ الفوضى التي جرت جاءت نتيجة غضب الفلسطينيين من تأخر المساعدات والآلية الجديدة التي تنفذها الشركة الأمريكية لا تراعي جميع مبادئ العمل الإنساني.
وأكد مدير جمعية الإغاثة الطبية، أنَّ إسرائيل تعمدت تجويع قطاع طوال الـ90 يومًا الماضية، ومنعت 40 ألف شاحنة محملة بالمساعدات كان مقرر دخولها إلى القطاع، وطالب بضرورة عودة المؤسسات الأممية التي تسهم في تنظيم وإرسال والمساعدات.
وأعرب عن استيائه من المساعدات التي جرى توزيعها من قبل الشركة الأمريكية؛ بسبب عدم احتوائها على حليب الأطفال وافتقادها لبعض الأغذية المهمة والأدوية.
حكومة إسرائيلية فاشلة
من جانبه، قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان، إن هذه الفوضى في مراكز التوزيع بغزة نتيجة مباشرة لحكومة فاشلة.
أما مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة فقالت إن عدد طالبي المساعدات في موقع توزيعها كان "في لحظة ما كبيرًا جدًا"، اليوم الثلاثاء، ما اضطر فريقها إلى التراجع للسماح للناس "بالحصول على المساعدات بأمان وتوزيعها" وتجنب الإصابات.
وذكرت المؤسسة أنها وزعت حتى الآن نحو 8000 صندوق غذائي، بإجمالي 462000 وجبة.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن اليوم عن بدء تشغيل مركزين لتوزيع المساعدات في منطقة السلطان ومحور موراج في رفح جنوب قطاع غزة، ووفق بيان جيش الاحتلال فإن تشغيل هذه المراكز تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وتديرها شركات أمريكية خاصة مرتبطة بإسرائيل.