يبدو أن الشباب الأوروبي، يفضلون العيش بدون إنترنت، بعد أن أظهر استطلاع رأي بريطاني أن ما يقرب من نصف الشباب البالغين يفضلون العيش بدوم هواتف ذكية.
يقضي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عامًا أكثر من ثلاث ساعات يوميًا على هواتفهم الذكية، وهذه أطول مدة استخدام بين جميع الفئات العمرية، وفقًا لأرقام جمعية الصناعة الألمانية " Bitkom" لنهاية عام 2024، بحسب "دويتش فيله".
وفقًا لمسح جديد أجرته مؤسسة المعايير البريطانية، يشعر ما يقرب من 70% من أصل 1293 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عامًا بسوء حالتهم النفسية عند استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤيد نصف المشاركين في الاستطلاع فرض "حظر رقمي" يقيد الوصول إلى بعض التطبيقات والمواقع الإلكترونية بعد الساعة العاشرة مساءً، بل أن حوالي 46% منهم صرّحوا بأنهم كانوا يفضلون البقاء شبابًا في عالم خالٍ من الإنترنت.
تتوافق هذه النتائج مع استطلاعات أخرى، مثل استطلاع هاريس بول، وهو معهد استطلاعات أمريكي، الذي أجراه في أواخر عام 2024، في ذلك الاستطلاع، تمنى العديد من الشباب لو لم يتم اختراع "تيك توك" أو "إنستجرام" أو" إكس".
وعلى سبيل المثال تريد النرويج رفع الحد الأدنى لسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من 13 إلى 15 عامًا، وبصفتها رائدةً عالميًا، رفعت أستراليا بالفعل الحد الأدنى للسن إلى 16 عامًا أواخر عام 2024.
وتحظر دولٌ أخرى، مثل الدنمارك، استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية في ساحات المدارس بشكل شبه كامل، ويرتبط الإفراط في استخدام الهواتف الذكية بالعديد من مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر واضطرابات النوم والسلوك الإدماني.
وكشفت دراسة نشرت في مجلة BMC Medicine في وقت سابق من هذا العام أن أعراض الاكتئاب انخفضت بنسبة 27% بعد ثلاثة أسابيع من تقليل استخدام الهواتف الذكية.
وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تدهورت الصحة النفسية للشباب بشكل كبير خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وقد تفاقم هذا الوضع بسبب جائحة كوفيد-19 ، مع تزايد استخدام الوسائط الرقمية.