الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهادات مروعة.. الشرطة البريطانية تحقق في حادث ليفربول

  • مشاركة :
post-title
حادث دهس في ليفربول بعد احتفالات الفوز بالبريميرليج

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد أن عمّت البهجة شوارع ليفربول احتفالًا بتتويج النادي العريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وسط آلاف المشجعين، ورفرفة الأعلام، قلبت لحظة واحدة الصورة رأسًا على عقب، إذ اقتحمت سيارة داكنة اللون الحشود، لتتحول البهجة إلى رعب، والاحتفال إلى صدمة جماعية.

فقد شهدت مدينة ليفربول واحدة من أعنف الحوادث التي رافقت حدثًا رياضيًا في تاريخها الحديث، وسلّطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على شهادات الشهود، وتحليلات الشرطة، وأصداء الصدمة في الأروقة السياسية والرياضية.

لحظات ما قبل الكارثة

في مساء الاثنين، وبينما كانت شوارع مدينة ليفربول لا تزال تعج بالجماهير العائدة من موكب الانتصار، تلقّت شرطة ميرسيسايد بلاغًا عاجلًا يُفيد باصطدام سيارة بمجموعة من المارة في شارع ووتر، أحد أبرز الشوارع في قلب المدينة.

استجابت فرق الطوارئ بسرعة كبيرة، حيث هرعت سيارات الإسعاف والشرطة، وحتى فرق الإطفاء إلى موقع الحادث بعد دقائق من البلاغ الذي ورد في الساعة السادسة مساءً.

وقد أُوقفت السيارة في المكان ذاته، وتم القبض على سائقها، وهو رجل بريطاني يبلغ من العمر 53 عامًا من سكان مدينة ليفربول، ولم تكشف الشرطة في تلك اللحظة عن هوية المعتقل، مشيرة إلى أن التحقيقات ما زالت في مراحلها الأولية.

تدخل فرق مكافحة الإرهاب

وحسب "الجارديان"، فإن شرطة ميرسيسايد تقود التحقيقات بدعم من وحدة مكافحة الإرهاب في شمال غرب إنجلترا، ورغم أن التحقيق ما زال في مراحله الأولى، فإن إدخال فرق مكافحة الإرهاب يُنظر إليه على أنه إجراء وقائي يهدف إلى فحص ما إذا كانت هناك دوافع متعمّدة أو خلفيات متطرفة وراء الحادث.

وصرّحت الشرطة بأن التحقيقات لا تزال "مكثفة"، وتسعى لفهم الملابسات التي أدّت إلى الاصطدام، في وقت تتكاثف فيه الضغوط المجتمعية لتقديم إجابات سريعة.

وسرعان ما انتشرت مقاطع الفيديو والصور على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر الحشود المذعورة وأفراد الإسعاف يعملون تحت ضغط شديد، وكانت النفايات متناثرة في الشارع، فيما فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا واسعًا حول المكان.

من بين أوائل المستجيبين، كان طاقم من مسعفي مستشفى سانت جون، الذين وصفوا الوضع بأنه "صادم"، حيث كانوا يعالجون مصابين يُعتقد أن بعضهم في حالة حرجة، وظهرت مشاهد لمسعفين متطوعين يغادرون المكان وقد أنهكهم العمل، بعضهم يبكي والآخر يتلقى المواساة من زملائه.

شهادات من قلب الرعب

سوني سينج، رجل في الأربعين من عمره، كان في موقع الحادث مع طفليه للاحتفال بالموكب. قال حسب "الجارديان": "كان هناك مراهق ينزف من ساقه، رأيته بأم عيني، الناس كانوا يركضون في كل اتجاه، سمعت صوت السيارة وهي تضرب العشرات، كان مشهدًا لا يُنسى".

أما الصحفي مات كول من هيئة BBC، فقد قال: "كنت مع عائلتي عندما رأينا السيارة تخترق الحشود دون أن تتوقف، أمسكت بابنتي وقفزنا بعيدًا في اللحظة الأخيرة، لم تفصلنا عن الموت سوى بضع بوصات".

وذكر شهود آخرون أن السيارة تراجعت قليلاً، ثم اندفعت بسرعة بدا أنها متعمّدة نحو الناس، ما أثار المزيد من الذعر، وقال هاري رشيد، أحد الشهود من مدينة سوليهل، إنه رأى المركبة تخرج فجأة من خلف سيارة إسعاف وتصطدم بالناس مباشرة.

محاولات لملاحقة السائق

في لحظة ما بعد الصدمة، لم يتوقف الحشد عن محاولة التصدي للسائق، هاجم بعضهم السيارة، وحاولوا تحطيم نوافذها لإيقافه، فيما استمرت المركبة في التقدم، وقالت ناتاشا رينالدي، التي كانت تتابع العرض من منزل صديقتها: "رأينا السيارة تدهس الناس تحت نافذتنا، كان صوت الصراخ عاليًا للغاية، هرع الناس نحو السيارة، وحاولوا اقتحامها، بينما كانت الشرطة تحاول إبعادهم".

أثار الحادث ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية البريطانية، وتلقى رئيس الوزراء كير ستارمر، ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر تحديثات مستمرة عن تطورات الحادث، وفي بيان رسمي، قال ستارمر: "المشاهد في ليفربول مفجعة. أُعرب عن تضامني الكامل مع جميع المصابين وأسرهم، وأشكر الشرطة وخدمات الطوارئ على استجابتهم السريعة. علينا جميعًا أن نمنحهم المساحة اللازمة للتحقيق".

بدورها، تتابع وزارة الداخلية البريطانية تفاصيل الحادث، وسط تحذيرات من إطلاق تكهنات غير دقيقة قبل استكمال التحقيقات الرسمية.

نادي ليفربول: "قلوبنا مع الضحايا"

في بيان عاجل نُشر على حسابات النادي الرسمية، عبّر نادي ليفربول عن صدمته إزاء ما حدث: "نحن على اتصال مباشر مع شرطة ميرسيسايد بشأن الحادث الذي وقع في شارع ووتر بعد انتهاء موكب الكأس. أفكارنا وصلواتنا مع المتضررين، وسنواصل دعم خدمات الطوارئ والسلطات المحلية".

وجاء تصريح رئيس بلدية منطقة ليفربول، ستيف روثرام، ليؤكد على وقوف المجتمع المحلي مع الضحايا، قائلاً: "هذا يوم صعب على منطقتنا، لكننا سنواجهه موحّدين. شكرًا لفرق الاستجابة السريعة على مهنيتهم وإنسانيتهم".

أفادت خدمة الإسعاف في شمال غرب إنجلترا أنها تتعامل مع الحادث كأولوية قصوى، حيث يتم إرسال الفرق الطبية إلى الموقع وتقييم الوضع لحظة بلحظة. وقال متحدث رسمي: "نُقيم الوضع ونتعاون مع الشرطة وفرق الطوارئ الأخرى لضمان حصول كل مصاب على الرعاية العاجلة. الأولوية الآن هي الأرواح".