بات ضغط الدم مشكلة كبيرة يُعاني منها المجتمع البريطاني، فبعد أن كان المسنون فقط هم المعرّضون للإصابة به، إلّا أن التقارير الصحية الجديدة كشفت أن ملايين الشباب دون سن الأربعين أصبحوا مصابين به بصورة غامضة.
ويُعرف ضغط الدم عادة بأنه قوة دفع الدم على جدران الشرايين، حيث يحتاج الجسم إلى مستوى معين لتوزيع الدم، وعلى مدار اليوم يرتفع وينخفض، إلا أن الخطر الكبير يكمن في استمرار ارتفاعه.
ذلك الأمر يجعل الشرايين أضيق بكثير، مما يزيد معه خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية، بسبب تراكم الرواسب الدهنية، وكذلك إجبار القلب على العمل بجهد أكبر. ووفقًا للأطباء، فإن أي قراءة أعلى من 140 على 90 تستدعي العلاج الفوري.
مبادرات وطنية
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قبل 10 سنوات أطلقت المملكة المتحدة مبادرات وطنية لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، في محاولة لخفض الوفيات لمن هم فوق الأربعين، والذي كان في ذلك الوقت يصيب ثلث البالغين منهم.
كان الهدف من الحملة هو توفير مليارات الدولارات على هيئة الخدمات الصحية البريطانية، التي كانت تُنفق على علاج النوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، وحتى الخرف الناتج عن ارتفاع ضغط الدم.
لكن صورة انتشار المرض بين البريطانيين أصبحت أكثر قتامة من أي وقت مضى، حيث كشفت السلطات الصحية النقاب عن أن هناك ما يقرب من 14 مليون بالغ يُعانون الآن من ارتفاع ضغط الدم، وهو رقم في ازدياد كبير.
زيادة كبيرة
ومع ارتفاع الإصابة بالمرض، ارتفع أيضًا معدل الإصابات بأمراض الكلى وقصور القلب، والتي كان ينظر إليها الأطباء على أنها مرتبطة فقط بكبار السن، إلّا أن الأطباء حذروا من أن هناك زيادة كبيرة في الإصابة بهما بين البالغين الأصغر سنًا.
وأظهرت البيانات أن ربع المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عامًا لا يُسيطرون على حالتهم، مقارنةً بواحد من كل سبعة مرضى أكبر سنًا. وفي رقم صادم، تبيّن أن ما يصل إلى 80% من المُشخَّصين بالإصابة بالمرض لا يتناولون أدويتهم بشكل صحيح.
ووفقًا للأطباء، كان الاعتقاد السائد هو أن ارتفاع ضغط الدم يعتبر مشكلة مرتبطة بالشيخوخة فقط، ولكنه الآن بات يصيب الأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر، والذين أصبحوا يشكّلون أغلبية الحالات المصابة في عموم البلاد.
الأسباب والعلاج
وأشارت الأبحاث إلى أن ثُلث الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، والذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، لديهم القدرة على السيطرة عليه، مقارنة بـ54 في المائة بين كبار السن، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنهم لا يدركون أنهم مصابون به.
وألقى الأطباء اللوم في زيادة الإصابات بارتفاع ضغط الدم على قلة التمارين الرياضية، وسوء التغذية، والإفراط في تناول الكحول، بخلاف ما أسموه "العيش عبر الإنترنت"، الذي يسبب اضطرابًا في أنماط النوم ويؤثر مع الوقت على ضغط الدم.
كما تُعد الأطعمة المصنّعة جزءًا لا يتجزأ من المشكلة، ولم يستبعدوا أيضًا المخاطر الجينية، مشيرين إلى أن العلاج يبدأ عادة من تغيير نمط الحياة، الذي يُعد الخطوة الأولى قبل وصف الدواء، ثم يلي ذلك النظام الغذائي.