الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إسرائيل تستعد للحرب.. "تخصيب اليورانيوم" يهدد الدبلوماسية بين إيران وأمريكا

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث المريكي ستيف ويتكوف

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما تواجه المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران حالة متزايدة من عدم اليقين، تعمل إسرائيل على تكثيف استعداداتها العسكرية لحرب محتملة على جبهات متعددة، حسب إعلان للجيش الإسرائيلي، أمس الأول الجمعة، نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وحسب الصحيفة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن انتهاء مناورة تحاكي حربًا على جبهات متعددة، واختبرت المناورة، المسماة "باراك تامير"، التنسيق في حالات الطوارئ بين فروع جيش الاحتلال، مع التركيز على حماية البنية التحتية الحيوية، والحفاظ على استمرارية العمل على الجبهة الداخلية.

وعقدت إيران والولايات المتحدة، أمس الأول الجمعة، جولة خامسة من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني، في روما، وغادر وفدا البلدين دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء مباحثات جديدة.

ويشكِّل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي حول الملف النووي الإيراني على الرغم من وساطة سلطنة عُمان.

وتشتبه الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، التي يرى الخبراء، أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بنية طهران امتلاك سلاح نووي، لكن طهران تنفي أي طموحات نووية عسكرية.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران تخصِّب اليورانيوم حاليًا بنسبة 60%، متجاوزة إلى حد بعيد سقف الـ3.67% الذي نص عليه اتفاق 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018، وردًّا على الخطوة الأمريكية، أعلنت إيران أنها غير ملزمة بعد اليوم بمضمون الاتفاق.

ويعتبر الخبراء، أنه ابتداءً من 20% قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علمًا أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90% للتمكن من صنع قنبلة.

وسبق أن صرح الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لإيران بأن تملك ولو 1% من القدرة على التخصيب.

وفي المقابل، تؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة لها، وقال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي، إن "محادثات الجمعة أبرزت صراع الخطوط الحمراء التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها".

وتصرُّ طهران على أن تنحصر المحادثات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، جاعلة من ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض.

وفي 2018، اعتبر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق الدولي حول النووي، مدفوعًا بشكل جزئي بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران الباليستي الذي يُنظَر إليه بصفته تهديدًا لإسرائيل حليفة واشنطن.

وفي 27 أبريل الماضي، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم، وتطوير صواريخ.

ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من الولايات المتحدة، فضلًا عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأمريكيين.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الشهر الماضي: "إذا واصلنا سماع مواقف متناقضة، فذلك سيطرح مشكلات" بالنسبة إلى المباحثات.

وتندد إيران بموقف واشنطن "العدائي"، بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل العديد من جولات التفاوض.

وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأمريكية، الأربعاء الماضي، قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والباليستية.

ورأت الدبلوماسية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأمريكيين على الصعيد الدبلوماسي"

ومع نهاية أبريل، وقبل الجولة الثالثة من المباحثات، فرضت واشنطن أيضًا عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران.

وفي موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف إيران، إذا فشل المسار الدبلوماسي.

والجمعة، حذَّر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان".

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، الثلاثاء الماضي، عن العديد من المسؤولين الأمريكيين، أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية.

ووفقًا لمصدرين إسرائيلييْن مطلعيْن، تحدثا لموقع "أكسيوس" الإخباري، تحوَّلت تقديرات المخابرات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية من الاعتقاد بقرب التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والولايات المتوصل، إلى توقع انهيار المحادثات قريبًا.

يعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي، حسب المصادر ذاتها، أن النافذة العملياتية لتنفيذ ضربة ناجحة قد تُغلق قريبًا، ما يفرض على تل أبيب التحرك بسرعة إذا فشلت المفاوضات.

وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يجري تدريبات واستعدادات عملياتية لهذا السيناريو، مشيرة إلى أن "الجيش الأمريكي يرى كل هذه التحركات ويدرك أن إسرائيل تستعد".

وفي الوقت ذاته، نقل "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي قلق إدارة ترامب من احتمال أن يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي قرارًا بالهجوم دون الحصول على ضوء أخضر من البيت الأبيض.

وأشار أحد المصادر الإسرائيلية إلى أن "نتنياهو ينتظر انهيار المحادثات النووية واللحظة التي سيشعر فيها ترامب بخيبة أمل من المفاوضات ليوافق على العملية".

وذكرت المصادر أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل لن يكون مجرد ضربة خاطفة، بل حملة عسكرية قد تستمر أسبوعًا كاملًا على الأقل، ما يجعلها عملية معقدة ومحفوفة بالمخاطر لجميع أطراف النزاع والمنطقة بأكملها.

وفي رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حذَّر وزير الخارجية الإيراني من أن "أي هجوم من قبل النظام الصهيوني سيحمل الحكومة الأمريكية المسؤولية القانونية".

وذكر "أكسيوس" أن "ويتكوف" أجرى مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين، الجمعة، سبقت الجولة التفاوضية الخامسة.

وكتبت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة، أمس السبت، أن "التنسيق بين ترامب ونتنياهو يفضي إلى مأزق في المفاوضات".