في تقرير مطول نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، استعرضت فيه دراسة تحليلية قدمها أليكس ديفريس جاو مؤسس موقع Digiconomist tech sustainability، توقع من خلالها أن تستهلك خدمات الذكاء الاصطناعي على نصف الطاقة في مراكز البيانات، في حين توقعت وكالة الطاقة الدولية أن الاستهلاك لأنظمة الذكاء الاصطناعي ستستهلك ما يعادل ما تستهلكه اليابان حاليًا.
وتعرف مراكز البيانات بأنها المنشآت التي تقوم بتخزين ومعالجة البيانات والأنظمة الرقمية للمؤسسات التكنولوجية حول العالم، وتشمل الخوادم ووحدات التخزين والشبكات وأنظمة التبريد وأنظمة الطاقة والأمن الرقمي حول العالم.
وتستند حسابات ديفريس جاو، التي ستنشر في مجلة جول للطاقة المستدامة، إلى الطاقة التي تستهلكها الرقائق الإلكترونية التي تنتجها شركات مثل إينفيديا وشركة AMD المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تتناول الورقة البحثية كذلك الرقائق التي تنتجها شركات مثل Broadcom.
وكشفت وكالة الطاقة الذرية أن مراكز البيانات –باستثناء تعدين العملات المشفرة – استهلكت 415 تيراوات/ ساعة في العام المنصرم، فيما يرى ديفريس جاو بأن الذكاء الاصطناعي استهلك 20% من هذه الطاقة.
ويرى الباحث أن عددًا من المتغيرات أخذها في الاعتبار، مثل كفاءة الطاقة في مركز البيانات واستهلاك الكهرباء المرتبط بأنظمة تبريد الخوادم التي تتعامل مع أحمال العمل المزدحمة لنظام الذكاء الاصطناعي.
وتُعدّ مراكز البيانات بمثابة الجهاز العصبي المركزي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ويقدر الباحث استهلاك أنظمة الذكاء الاصطناعي للطاقة بأنه سيصل بحلول نهاية عام 2025 إلى 49٪ من إجمالي استهلاك مراكز البيانات للطاقة، إذا ما استثنينا مراكز تعدين العملات المشفرة.
وتشير تقديرات البحث إلى أن استهلاك الذكاء الاصطناعي قد يصل إلى 23 جيجاواط، أي ضعف إجمالي استهلاك الطاقة في هولندا.
وأشار ديفيرس جاو إلى أن هناك العديد من العوامل التي قد تبطئ من استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة، في حالة انخفاض الطلب على أنظمة الذكاء الاصطناعي والتوترات الجيوسياسية والقيود التي قد توضع على أنظمة الذكاء الاصطناعي، وكذلك القيود على حصول الصين على الرقائق اللازمة لدعم تطبيقاتها مثل DeepSeek.