أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إتمام عملية تبادل أسرى واسعة النطاق مع أوكرانيا، نتج عنها عودة 270 عسكريًا و120 مدنيًا روسيًا إلى بلادهم، مقابل نقل 270 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية و120 مدنيًا إلى كييف.
وأوضحت الدفاع الروسية أن هذه العملية تمت بموجب اتفاقيات تم التوصل إليها في 16 مايو الجاري في إسطنبول، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
يأتي هذا التطور في الوقت الذي تشهد فيه جبهات القتال تصعيدًا مستمرًا، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 788 طائرة مُسيّرة أوكرانية بعيدًا عن ساحة المعركة في الفترة من 20 إلى 23 مايو.
وفي المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 175 طائرة بدون طيار وصواريخ باليستية منذ أواخر يوم الخميس.
تصلب المواقف الدبلوماسية
على الصعيد الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، أن روسيا "لن تنخدع" بمن يقترحون التوصل أولاً إلى وقف لإطلاق النار ثم الانتقال إلى التسوية، مشددًا على أن موسكو "مرت بهذه التجارب".
وأشار "لافروف" إلى أن الدعوات الأوروبية لوقف إطلاق النار غير المشروط تهدف إلى "إعادة تسليح كييف".
على الجانب الآخر، قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إن روسيا طرحت في إسطنبول "مطالب جديدة غير مقبولة" لانسحاب القوات الأوكرانية من مساحات واسعة من الأراضي، وهو اقتراح لم يناقش سابقًا.
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن رفض روسيا وقف إطلاق النار وتقديم "مطالب غير واقعية" سيؤدي إلى فرض عقوبات دولية أكثر صرامة.
تضارب حول تفاصيل التبادل ودور ترامب
ظهرت أنباء عملية التبادل عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال": "أُنجزت للتو عملية تبادل رئيسية للسجناء بين روسيا وأوكرانيا"، متسائلًا: "هل هذا قد يؤدي إلى شيء كبير؟".
يُذكر أن اتفاق إسطنبول، الذي وصفه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأنه "إجراء لبناء الثقة"، كان يهدف في البداية إلى تبادل ألف سجين من كل جانب. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن مكان الجولة المقبلة من المحادثات، وفقًا للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
وتستمر الخلافات الجوهرية بين الجانبين حول شروط إنهاء القتال، إذ تصر أوكرانيا، بدعم من حلفائها الغربيين، على وقف مؤقت لإطلاق النار كخطوة أولى نحو تسوية سلمية، بينما يرفض الكرملين ذلك، ويطالب بوتين بأن تأتي أي هدنة مع تجميد إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا وإنهاء حملة التعبئة الأوكرانية.
تظل الحرب مستمرة على طول خط المواجهة الذي يبلغ طوله نحو ألف كيلومتر، مع سقوط عشرات الآلاف من الجنود، ودون تراجع أي من البلدين عن ضرباته العميقة.