الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تنذر بصعوبات معيشية.. تهديدات أوروبا الاقتصادية تثير قلق إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
إسرائيل والاتحاد الأوروبي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

حذّر خبير إسرائيلي من الانهيار الاقتصادي لبلاده، إذا نفّذ الاتحاد الأوروبي تهديده بإلغاء اتفاقيته التجارية معها، مشيرًا إلى ذلك يعرض تل أبيب لخسارة مليارات الدولارات وتدني مستوى المعيشة.

أعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنه سيُراجع رسميًا اتفاقيته التجارية مع إسرائيل بسبب الوضع الكارثي بسبب العدوان المتواصل على غزة.

ومثل كندا والمملكة المتحدة، يُعارض الاتحاد الأوروبي الهجوم الإسرائيلي الجديد وتوسيع عملياته العسكرية على القطاع، وطالب إسرائيل بتسهيل تدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

غرق اقتصادي

في هذا السياق، حذّر دان بن دافيد، الخبير الاقتصادي في جامعة تل أبيب، من أن إسرائيل قد تخسر مليارات الدولارات إذا نفّذ الاتحاد الأوروبي تهديده بإلغاء اتفاقيته التجارية مع إسرائيل.

وقال بن دافيد في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "لا تستطيع الدول تلبية جميع احتياجاتها بمفردها، وهذا ينطبق بشكل خاص على دولة صغيرة كإسرائيل"، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يُعدّ حاليًا أكبر شريك تجاري لها.

وأضاف: "إذا بدأوا بفرض قيود، فسيكون لذلك تأثير كبير على قدرتنا في الحصول على ما نحتاجه، وسيحدّ من قدرتنا على البيع للآخرين. وهذا سيُعقّد الأمور بشكل كبير"، متوقعًا أن ينخفض ​​مستوى المعيشة في إسرائيل جراء هذه القرارات.

مساعدات غير كافية

في وقت سابق، قالت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، لممثلي وسائل الإعلام: "إن المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها مرحب بها بالطبع، لكنها قطرة في بحر"، مضيفةً أنه "يجب أن تتدفق المساعدات فورًا، دون عوائق وعلى نطاق واسع، لأن هذا هو المطلوب".

منذ هجوم 7 أكتوبر، سهّلت حماس نقل آلاف شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة. ومع ذلك، ادعت الحكومة الإسرائيلية أن حماس تسرق المساعدات الإنسانية وتستخدمها كأداة سياسية ومالية للبقاء في السلطة وممارسة نفوذها في قطاع غزة.

وعليه، سعت إسرائيل إلى تنفيذ خطة جديدة لتوزيع المساعدات، والتي تلقت انتقاد العديد من الحكومات الغربية والمؤسسات الدولية التي أشارت إلى أنها لا تشمل جميع السكان في القطاع.

عقوبات طويلة المدى

بالنظر إلى المستقبل، حذّر بن دافيد من أن العقوبات التجارية المفروضة على إسرائيل قد تُسفر عن عواقب سلبية طويلة المدى على الدولة اليهودية ومستويات معيشتها.

وقال: "هذا صندوق باندورا لا نعرف بعد ما سيكشفه. نحن دولة صغيرة، وللقوة حدود، وهو ما لا تفهمه هذه الحكومة المجنونة. سيؤثر ذلك على قدرتنا على الانتماء إلى العالم الأول، ولن نتمكن من الحفاظ على أمهر كوادرنا. إنه منحدر زلق".

وأضاف: "لقد استغرق الأمر عقودًا للوصول بإسرائيل إلى وضع يُنظر إليه كجزء من أوروبا، مع أننا في الشرق الأوسط، وهذا يشمل اتفاقيات مثل اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. نحن على وشك تدمير ما بنيناه على مدى عقود".

الحرب الأكثر كلفة

أشار بن دافيد إلى أن المسار الديموغرافي الاقتصادي الحالي لإسرائيل غير مستدام على المدى الطويل.

في يناير، كتب في صحيفة "إسرائيل هيوم" أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى تطوير نظام التعليم، وخاصةً دمج العرب الإسرائيليين واليهود المتشددين في الاقتصاد والقوى العاملة الإسرائيلية.

يُضاهي نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل حاليًا العديد من الاقتصادات الأوروبية، ومع ذلك، حذّر خبراء من العواقب بعيدة المدى لحرب غزة المستمرة.

في العام الماضي، قدّر محافظ بنك إسرائيل، أمير يارون، أن حرب غزة قد تُكلّف الاقتصاد الإسرائيلي 67 مليار دولار، مما يجعلها الحرب الأكثر كلفة في تاريخ إسرائيل.