الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بنصف مليار دولار .. الصين تحتل الكرسي الأمريكي بمنظمة الصحة العالمية

  • مشاركة :
post-title
منظمة الصحة العالمية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في الوقت الذي بدأت فيه أمريكا الانسحاب من مؤسسات التعاون الدولي، أعلنت الصين تعهدها بتقديم 500 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية على مدار السنوات الخمس المقبلة، ما يضعها في موقع الصدارة كأكبر دولة مانحة للمنظمة.

مواجهة الأحادية

وجاء الإعلان على لسان نائب رئيس الوزراء الصيني ليو قوه تشونج، خلال كلمته في جمعية الصحة العالمية المنعقدة في جنيف، إذ قال إن بلاده تقدم هذا الدعم في مواجهة ما وصفه بـ"الأحادية"، في إشارة إلى السياسات الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.

وأضاف ليو: "العالم يواجه اليوم تحديات صحية كبرى نتيجة الأحادية وسياسات القوة. والصين تؤمن بشدة أن التضامن والمساعدة المتبادلة هما السبيل لبناء عالم صحي".

كان "ترامب" أمر في وقت سابق بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، ما يفسح المجال لبكين لتصبح الدولة صاحبة التأثير الأكبر في المنظمة، ويفسح لها المجال لتوسيع نفوذها في ظل تراجع القيادة الأمريكية.

فراغ دبلوماسي

وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن التعهد الصيني يُعد أبرز مؤشر على استراتيجية بكين لملء الفراغ الذي تركته واشنطن في الحوكمة الدولية، حيث تسعى القيادة الصينية بقيادة شي جين بينج إلى تقديم نفسها كبديل مسؤول للولايات المتحدة، ومحور للاستقرار في النظام العالمي.

الباحث في العلاقات الدولية بجامعة فودان في شنجهاي، تشاو مينج هاو، أشار إلى أن "هجمات إدارة ترامب على الحوكمة الدولية منحت الصين فرصة ذهبية لتعزيز دبلوماسيتها".

في الوقت الذي وصف فيه وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي الابن منظمة الصحة العالمية بأنها "جثة بيروقراطية"، كانت بكين تتحرك بهدوء لترسيخ حضورها ومكانتها كقوة داعمة للنظام الدولي.

الصين، التي كانت توسع نفوذها داخل مؤسسات الأمم المتحدة حتى قبل انعزال واشنطن، تُعد اليوم أكبر مساهم في قوات حفظ السلام بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

وفي زيارته الأخيرة إلى أوروبا، أعلن وزير الدفاع الصيني دونج جون أن بلاده ستُزيد من مساهماتها في عمليات حفظ السلام، في إطار تعزيز دورها على المسرح الدولي.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مراقبين قولهم، إن الصين تسعى عبر هذه السياسات إلى إعادة تشكيل الأعراف العالمية بما يتماشى مع مصالحها، وترسيخ موقعها في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في مجالات الطاقة الخضراء والسيارات الكهربائية، حيث تهيمن على أكثر من 60% من الإنتاج العالمي.

تأتي هذه التحركات في وقت يتزايد فيه التباين بين السياسات الأمريكية والصينية في ملفات الصحة العامة، والمناخ، والطاقة، والسيادة الوطنية، حيث انسحبت واشنطن من اتفاق باريس للمناخ، بينما أكدت بكين التزامها به، مع زيادة استثماراتها في البنية التحتية للطاقة الخضراء في جنوب شرق آسيا ومناطق أخرى، بحسب الصحيفة الأمريكية.

عزل تايوان

في السياق، تواصل الصين استغلال مكانتها داخل المنظمات الدولية لمنع تايوان من الحصول على أي اعتراف دولي. فقد تم استبعاد تايوان من حضور جمعية الصحة العالمية للسنة التاسعة على التوالي، بضغط من بكين.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيانها: "منطقة تايوان الصينية، ما لم تحصل على موافقة الحكومة المركزية، لا تملك أساسًا أو حقًا في المشاركة في جمعية الصحة العالمية".

هذا وأكد خبراء للصحيفة الأمريكية، أن بكين تستخدم "دبلوماسية الصحة" كأداة لتعزيز موقفها تجاه تايوان، ومنعها من المشاركة في المحافل الدولية.