"إنجاب الأطفال يُغيّر كل شيء.. يُغيّر حياتكِ بأكملها.. إنه أمرٌ قاسٍ ومذهل، ليس فقط أنهم يُشاركون في كل قرارٍ أتخذه، سواءً كان العمل، أو مكان العمل، أو وقته... لقد علّموني، ولم أكن أعلم أنني أستطيع الشعور بهذا القدر، عملي مرتبطٌ كثيرًا بالعاطفة، وقد فتحوا لي آفاقًا جديدة، إنه أشبه بشعورٍ مُزعج حساسٌ للغاية فقد غيّروا حياتي، بالطبع للأفضل، وغيّروا إبداعي، أنصح بشدة بإنجاب الأطفال إذا كنتِ ترغبين في أن تصبحي ممثلة"، بهذه الكلمات تحدثت الممثلة الأمريكية جينيفر لورانس في المؤتمر الصحفي الذي أقيم على هامش عرض فيلمها "Die My Love" لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي.
الفيلم المُقتبس من رواية أريانا هارويتز الصادرة عام 2017، تلقى تقييمات متباينة في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي، إذ حصل على متوسط نجمتين ونصف النجمة، بعد أن تراوحت التقييمات بين أربعة نجوم (ممتاز) لستيفاني زاكاريك من مجلة "تايم"، وصفر نجمة (سيئ) لماتيو ماشاريه من صحيفة "لوموند".
تجسّد جينيفر لورانس دور البطولة في ثالث مشاركة لها مع الكاتبة والمخرجة لين رامزي في المسابقة، حيث تلعب دور أم جديدة "جريس" التي تكافح مرض الاضطراب النفسي وتتعرض لانهيار بعد ولادة طفل من صديقها جاكسون الذي لا يعرف كيف يُساعدها، ويشاركها البطولة روبرت باتينسون ويجسّد دور زوجها، وسيسي سبيسك وتجسّد دور حماتها.
وقالت "لورانس"، التي كانت أنجبت طفلها الأول للتو عندما قرأت الرواية: "كأم، كان من الصعب عليّ حقًا الفصل بين ما سأفعله وما ستفعله الشخصية، وكان الأمر مفجعًا للغاية عندما قرأت الكتاب لأول مرة"، وفي وقت سابق من هذا العام أنجبت طفلها الثاني.
وأضافت: "لا شيء يُضاهي ما بعد الولادة، إنها تُشعرني بعزلة شديدة، كما أن "لين" -مؤلفة ومخرجة الفيلم- انتقلت بالزوجين إلى مونتانا، فلم يكن للزوجة مجتمع خاص بها، وليس لديها أهلها، لكن الحقيقة أن القلق الشديد والاكتئاب الشديد يُشعرانك بالعزلة أينما كنت، تشعر وكأنك غريب لذلك أثر بي هذا الأمر بشدة".
وتابعت: "جزء مما تمر به هو اختلال التوازن الهرموني الناتج عن الولادة، كما أن "جريس" تعاني أزمة هوية، وتتساءل مَن أنا كأم؟.. مَن أنا كزوجة؟.. مَن أنا كشخصية جذابة لزوجي؟.. مَن أنا كمبدعة؟.. إنها تُعاني من شعورٍ بالاختفاء، بالنسبة لي، كنتُ حاملًا في الشهر الخامس، عندما بدأنا التصوير كانت هرموناتي رائعة! كنتُ أشعر بشعورٍ رائع، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي أستطيع من خلالها الانغماس في هذه المشاعر".
سُئل لورانس وباتينسون عن أصعب يوم في موقع التصوير، وعن الضيق العاطفي الذي عاناه كلٌّ منهما، حيثُ تكون شخصية لورانس (جريس) في لحظةٍ أمًا حنونة، وفي أخرى ربة منزل، وفي لحظةٍ أخرى تُلقي بنفسها من بابٍ زجاجي لمجرد الشعور بشيءٍ ما.
وحول ذلك قال باتينسون: "لم أجد أي شيءٍ صعبًا؛ لا أصفه بالصعب أو السهل، إنها ببساطة بيئة غير عادية، بعض الأشياء التي نقوم بها.. هناك مشهد واحد يحتوي على ثلاث أو أربع صفحات من الحوار، وعندما نصل، تقول لين: "أعتقد أنني سأفعل ذلك بدون حوار"، إنه أمر مخيف نوعًا ما، لكنه مثير للغاية، ويجعلك تشعر بالحيوية".