الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وزير الدفاع الباكستاني: اتفاق وقف إطلاق النار مع الهند يسير بشكل جيد

  • مشاركة :
post-title
وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف

القاهرة الإخبارية - إسلام عيسى

قال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، إن بلاده والهند تراقبان اتفاق وقف إطلاق النار القائم بين الجانبين، مؤكدًا أن فرص اندلاع أعمال عدائية لا تزال قائمة، رغم عدم وجود مؤشرات على هجوم وشيك.

وأضاف "آصف"، خلال لقاء خاص على قناة "القاهرة الإخبارية": "نحن نراقب وقف إطلاق النار من خلال عدة وسائل، ولا أرى خطرًا وشيكًا، لكن الوضع لا يزال قابلًا للتصعيد، خاصة أن كلا البلدين يحتفظان بقوات عسكرية على الحدود، سواء برية أو بحرية، وهي في حالة تأهب".

وشدّد وزير الدفاع الباكستاني على أن اتفاق وقف إطلاق النار يسير بشكل جيد حتى الآن، معربًا عن أمله في عدم تكرار أي أعمال عدائية في المستقبل القريب.

وأشار إلى أن استعدادات بلاده العسكرية لا تقتصر على إقليم كشمير أو خط السيطرة، بل تشمل الحدود الدولية كافة مع الهند، سواء من الناحية البرية أو الجوية أو البحرية.

استهداف قواعد عسكرية وجوية هندية

وأوضح وزير الدفاع الباكستاني أن الأمر لا يتعلق فقط بكشمير أو بخط السيطرة، بل يشمل كل المناطق الحدودية، من القرى والمدن إلى القواعد الجوية والعسكرية.. "نحن نراقب عن كثب الوضع على امتداد حدودنا، وتعزيزاتنا تشمل الجوانب كافة، في الجو والمياه والبر".

وتابع: "الرد الذي قمنا به استهدف قواعد عسكرية وجوية هندية، وتجنبنا عمدًا استهداف المدنيين، نحن نركّز على الرد على مصادر التهديد العسكري وليس على السكان".

وأكد أن الوجود العسكري الباكستاني قد يكون أكثر كثافة في كشمير نظرًا لحساسية المنطقة، لكنه شدّد على أن الجاهزية تشمل كل الجبهات الحدودية، قائلًا: "نحن مستعدون على مدار حدودنا كلها لأي تطورات محتملة".

وأشار إلى أن بلاده ترغب في ممارسة الحلول الدبلوماسية أولًا مع الهند بشأن معاهدة مياه نهر السند، وتعاملنا مع اشتباكات سابقة مع الهند لم تكن تتعلق كلها بكشمير، مضيفًا: "مستعدون على مدى حدودنا كاملة، وأعتقد أن وقف إطلاق النار يسير بشكل جيد".

لا نسعى للتصعيد النووي

أكد وزير الدفاع الباكستاني، أن بلاده لن تكون البادئة باستخدام السلاح النووي، لكنها سترد بالمثل إذا ما استخدمت الهند هذا الخيار، قائلًا: "لن نبدأ أبدًا بالمواجهة النووية، لكن إذا لجأت الهند إلى هذا الخيار، فسيكون الرد الباكستاني بالوسيلة نفسها".

وأوضح، أن باكستان لا تسعى لتصعيد المواجهات إلى المستوى النووي، لكنها لن تتهاون إذا تم استهدافها بهذا الشكل، مضيفًا: "الرد سيكون بحجم التهديد، فنحن لا نسعى للحرب، لكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا بكل السبل".

وفيما يخص المواجهات الأخيرة، قال وزير الدفاع الباكستاني، إن القوات الجوية الهندية كانت محاصَرة بالكامل خلال الاشتباكات الأخيرة، وخسرت ست طائرات أسقطتها القوات الباكستانية، فيما اعتبره ضربة كبيرة للهند.

وتابع: "استطعنا اعتراض كل الصواريخ الباليستية الهندية التي أُطلقت، سواء على الحدود الدولية أو على خط السيطرة، وكان ردّنا فاعلًا وواسعًا، وامتد حتى ساعات الفجر، قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار".

وأشار وزير الدفاع إلى أن رد باكستان القوي أحدث صدمة في الداخل الهندي، حيث واجهت الحكومة والجيش انتقادات شعبية واسعة بسبب ما اعتُبر فشلًا في إدارة المواجهة، قائلًا: "القوات الهندية كانت في حالة صمت تام بعد ضرباتنا، والشعب الهندي عبّر عن غضبه تجاه الحكومة والجيش، بمن فيهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي".

وتابع: "هذه الحرب القصيرة انتهت، وقد ألحقت بالجانب الهندي خسائر جسيمة، نحن لا نزعم النصر، لكن العالم كله يدرك ما حدث، والنتائج تتحدث عن نفسها".

وأكد أن رئيس الوزراء الهندي طرح عرضًا لإجراء مفاوضات أو لقاءات بشأن قضيتَي كشمير ومكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن إسلام آباد منفتحة على مناقشة هذه الملفات، كما فعلت سابقًا، إضافة إلى قضايا أخرى مثل اتفاقية مياه نهر السند.

وقال: "بمجرد أن يكون الظرف مناسبًا، يمكننا البدء في هذه الحوارات، تلقينا بالفعل عرضًا من الجانب الهندي للحديث حول القضيتين، وهما ترتبطان بشكل مباشر بالوضع الراهن بين البلدين".

وأشار إلى أنه لا يمكن تجاهل التأثير الدولي في مجريات النزاع الهندي-الباكستاني، موضحًا أن الهدنة الأخيرة بين البلدين جاءت بفضل جهود دبلوماسية مكثفة من عدة دول، بينها الولايات المتحدة، والسعودية، وإيران، والصين، والإمارات، وقطر.

وأضاف: "نحن نعيش في عالم مترابط، لم يعد السياق مثل ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي، التقدم التكنولوجي جعل العالم أشبه بقرية صغيرة، وأي تطور في بقعة ما ينعكس على الجميع، لذا، فإن الحديث عن مفاوضات بمعزل عن الأطراف الإقليمية والدولية لم يعد منطقياً".

وأوضح أن أي مسار تفاوضي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الشبكة من العلاقات الدولية، قائلًا: "لا يمكن إقصاء العالم من أي تسوية، الأصدقاء والشركاء الإقليميون والدوليون سيظلون أطرافًا حيوية في أي مفاوضات مستقبلية".