في تصعيد جديد، قُتل ما لا يقل عن 140 فلسطينيًا في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، ما جّدد الاتهامات حول الإبادة العرقية التي يمارسها الاحتلال، في الوقت الذي بدت فيه إسرائيل مستعدة لشن هجوم كبير على المنطقة المحاصرة.
ونقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، عن مسؤولين صحيين فلسطينيين، أن الغارات الإسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص منذ أول أمس الخميس، في واحدة من أعنف فترات الحرب منذ انهيار محادثات وقف إطلاق النار في مارس الماضي.
وجاء تكثيف حملات القصف في الوقت الذي أثار فيه الحصار الإسرائيلي الشامل على المساعدات الإنسانية مخاوف من المجاعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
التطهير العرقي
بعد أن بلغ عدد الشهداء خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 146 قتيلًا على الأقل؛ نقلت "رويترز" عن مروان السلطان، مدير المستشفى الإندونيسي شمال غزة، اليوم السبت، قوله إن "الوضع داخل المستشفى كارثي".
وأضاف: "منذ منتصف الليل، استقبلنا 58 شهيدًا، بينما لا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض".
ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أمس الجمعة، حملة القصف الإسرائيلية بأنها "تهدف إلى تهجير الفلسطينيين"، مؤكدًا أنها "تعادل التطهير العرقي".
وأضاف: "هذا القصف الأخير، والحرمان من المساعدات الإنسانية، يؤكدان أن هناك على ما يبدو اتجاهًا نحو تحوّل ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويعادل التطهير العرقي".
ولاقت تعليقات "تورك" صدى لدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي دعا إلى وقف دائم لإطلاق النار أثناء حديثه في القمة العربية في بغداد اليوم.
عربات جدعون
في مقابل الاستنكار الأممي، صرّحت إسرائيل بأن عمليات القصف كانت المراحل الأولى من عملية "عربات جدعون"، وهي توسيعٌ للحملة في غزة بهدف "تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة".
ورافق الغارات حشدٌ عسكريٌّ كبيرٌ على طول حدود غزة، بهدف "ترسيخ السيطرة العملياتية" على أجزاءٍ من غزة، حسب جيش الاحتلال.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين إسرائيليين، أن الحملة -بالإضافة إلى حظر المساعدات على القطاع- كانت تهدف إلى إجبار حماس على إطلاق سراح محتجزين.
وجاءت الهجمات في الوقت الذي غادر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشرق الأوسط بعد زيارة استمرت أربعة أيام لدول الخليج العربية، حيث تبددت الآمال في أن تُحدث زيارة ترامب تقدمًا جديدًا في محادثات التهدئة في غزة، بعد أن كرر ترامب رغبته في تحويل غزة إلى "منطقة حرية".
وانهار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير في منتصف مارس، بعد رفض إسرائيل الانتقال إلى مرحلة ثانية مقررة كان من شأنها أن تُنهي الحرب. وبدت احتمالات التوصل إلى هدنة دائمة بعيدة المنال مع موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي في أوائل مايو على خطط قد تشمل الاستيلاء على قطاع غزة بأكمله.
وفي وقت سابق من اليوم، أكدت حركة حماس، انطلاق جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع إسرائيل في الدوحة بقطر، ونقلت "رويترز" عن طاهر النونو، المسؤول في الحركة، إن الجانبين يناقشان جميع القضايا دون "شروط مسبقة".