الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في تركيا

  • مشاركة :
post-title
من محادثات السلام الروسية الأوكرانية فى تركيا

القاهرة الإخبارية - متابعات

انتهت أول محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ الأسابيع الأولى للحرب الروسية في عام 2022، بعد أقل من ساعتين، وفقًا لمسؤولين أتراك وأوكرانيين.

واتهم مسؤول أوكراني كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، الكرملين بتقديم "مطالب جديدة غير مقبولة" لكييف، بما في ذلك الانسحاب من مساحات واسعة من الأراضي كشرط لوقف إطلاق النار، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

جاءت هذه المحادثات بعد جهود دبلوماسية استمرت ثلاثة أشهر بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان وعد بإنهاء الحرب بسرعة، فيما أشارت إدارة ترامب مؤخرًا إلى أنها قد تنسحب من جهود السلام إذا لم يتحقق تقدم ملموس قريبًا.

اجتمع الوفد الأوكراني، برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، مع فريق روسي منخفض المستوى برئاسة المساعد الرئاسي فلاديمير ميدينسكي في إسطنبول، في مفاوضات توسطت فيها تركيا.

افتتح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجلسة، وحثَّ الأطراف على "استغلال هذه الفرصة" والتوصل إلى وقف إطلاق النار "في أقرب وقت ممكن".

بينما أعرب مسؤول أوكراني رفيع المستوى عن استعداد وفد كييف "لإنجاز الكثير اليوم" وحل القضايا الرئيسية، وأكد أن النتيجة تعتمد على جدية موسكو.

ومع ذلك، كشف المسؤول أن روسيا قدمت خلال المحادثات "مطالب غير مقبولة" لم تُناقش سابقًا، بما في ذلك مطالبة القوات الأوكرانية بالانسحاب من مناطق واسعة تسيطر عليها قبل أي وقف كامل لإطلاق النار.

وأكد الجانب الأوكراني أنه لا يزال يركز على تحقيق تقدم حقيقي، يتمثل في وقف فوري لإطلاق النار والتحرك نحو دبلوماسية جوهرية، وحسبما ذكر المسؤول: "تمامًا كما اقترحت الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون ودول أخرى".

مناورات دبلوماسية سبقت المحادثات

سبق المحادثات مناورات دبلوماسية من كلا البلدين، سعيًا لإظهار استعدادهما للتفاوض للرئيس الأمريكي، الذي أعرب عن إحباطه من التقدم البطيء وهدد باتخاذ إجراءات ضد الأطراف التي تعرقل السلام.

وأمس الخميس، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض عرضًا من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد اجتماع مباشر في تركيا، بينما اتهم الأخير موسكو بعدم الجدية في إنهاء الحرب بإرسال وفد منخفض المستوى للمحادثات.

في سياق متصل، قبلت أوكرانيا اقتراحًا أمريكيًا وأوروبيًا لوقف إطلاق نار كامل لمدة 30 يومًا، لكن بوتين رفض هذا الاقتراح فعليًا من خلال فرض شروط بعيدة المدى.

وعلى صعيد آخر، أشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى احتمال تزايد الزخم لعقد قمة بين ترامب وبوتين، قائلًا إن مثل هذه المحادثات رفيعة المستوى "ضرورية بالتأكيد"، لكن التحضير لها سيستغرق وقتًا.

استمرار القتال على الأرض

في غضون ذلك، تشير تقارير إلى أن القوات الروسية تستعد لشن هجوم عسكري جديد. وفي شمال شرق أوكرانيا، أسفر هجوم بطائرة مُسيّرة على مدينة كوبيانسك عن مقتل مدنية وإصابة أربعة آخرين.

ووثقت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 12 ألف مدني أوكراني منذ بدء الحرب الروسية، بالإضافة إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية.

وعلى الجبهة، أعرب جندي أوكراني عن تشاؤمه بشأن إمكانية تحقيق نهاية سريعة للحرب من خلال المحادثات، مشيرًا إلى أن "الصيف هو الوقت المثالي للحرب"، وأن "العدو يسعى باستمرار لتصعيد الوضع". ومع ذلك، أشار إلى أن العديد من زملائه يأملون التوصل إلى سلام -وإن كان غير مستقر- بحلول نهاية العام.

وقبل بدء المحادثات، اجتمع مسؤولون أوكرانيون مع مستشاري الأمن القومي من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لتنسيق المواقف، كما عُقد اجتماع ثلاثي بين تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا.

وأعرب السيناتور الأمريكي ماركو روبيو عن عدم وجود "توقعات كبيرة بشأن ما سيحدث" في المحادثات، مشيرًا إلى أن تحقيق تقدم حقيقي قد يتطلب لقاء بين ترامب وبوتين.

في هذه الأثناء، كان زيلينسكي في ألبانيا لحضور اجتماع مع زعماء أوروبيين لمناقشة قضايا الأمن والدفاع والديمقراطية في ظل الحرب المستمرة، مؤكدًا أنه إذا لم يتمكن الممثلون الروس في إسطنبول من الاتفاق حتى على وقف إطلاق النار، فسيكون ذلك دليلًا واضحًا على أن بوتين "يواصل تقويض الدبلوماسية".