ناقش عدد من أبرز صناع السينما الفلسطينية واقع صناعة الأفلام تحت الاحتلال، والضغوط التي تواجه المبدعين الفلسطينيين في الداخل والشتات، وذلك في ندوة خاصة حملت عنوان "السينما الفلسطينية تحت المجهر"، على هامش مهرجان كان السينمائي الذي تقام فعالياته حاليًا.
وخلال الندوة، وصفت المخرجة والمنتجة مي عودة الظروف الحالية بأنها "الأصعب" على صناع الأفلام الفلسطينيين، مؤكدة أن "صناعة السينما تحتاج إلى حرية حركة وتعبير، وهي حقوق يفتقدها الفلسطينيون".
وأضافت: "لا يمكننا التحرك أو التصوير بحرية تحت الاحتلال، إذ يحاصرنا ويحاول عزلنا عن بعضنا البعض، ومع ذلك، نحن نصر على مقاومة هذا الواقع، وصناعة أفلام تحكي قصصنا رغم القيود".
من جانبه، قال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي إن استمرار العمل السينمائي في غزة بات شكلًا من أشكال المقاومة اليومية، ولفت إلى أنهم يعملوا بأساليب غير تقليدية نظرًا للظروف الصعبة، مضيفًا: "نصور ونمنتج في آن واحد، ونسعى لتوثيق قصص الناس وسط الحرب. طالما العدوان مستمر، سنبقى نصنع أفلامًا توثق الرواية الفلسطينية".
أما المخرجة والممثلة شيرين دعيبس، فأكدت أن الارتباط بفلسطين يتجذر منذ الطفولة، مستذكرة تجربتها الأولى عند زيارتها الأراضي الفلسطينية، والتي تركت أثرًا عميقًا فيها.
فيما تحدث المخرج راكان مياسي عن معاناته مع القيود المفروضة على صناع الأفلام الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه اضطر لاستخدام جواز سفر بديل لتمكين أحد أبطال أفلامه من السفر والتصوير.
وفي مداخلة لها، أوضحت الباحثة اللبنانية رشا سلطي أن السينما الفلسطينية واجهت على مدى عقود محاولات طمس الرواية البصرية الفلسطينية، غير أن صُنّاع الأفلام ابتكروا طرقًا لتجاوز الرقابة. واعتبرت أن "السينما الفلسطينية اليوم الأكثر تنوعًا في المنطقة، من الكوميديا والدراما إلى الأفلام الوثائقية ذات الطابع الإنساني العميق".
وخلال الندوة، تحدث مدير البرامج بمؤسسة الفيلم الفلسطيني محمد جبالي عن فقدان عدد من صناع الأفلام في غزة، واصفًا الكاميرا بأنها "وسيلة نجاة" في مواجهة المأساة اليومية.
وفي ختام الجلسة، حذرت مي عودة من تصاعد الضغوط الدولية على السينما الفلسطينية، مع تراجع الدعم وخشية بعض المهرجانات من استضافة أفلام فلسطينية، مؤكدة أن "المستقبل يزداد تعقيدًا، ما يتطلب تمويلًا مستقلًا وتضامنًا بين صناع السينما بعيدًا عن مؤسسات رسمية قد تخضع للرقابة".