باتت معظم باكستان بدون كهرباء اليوم الاثنين، في إجراء لتوفير الطاقة أتى بنتائج عكسية، حيث تسبب انقطاع التيار الكهربائي في انتشار الذعر وأثار تساؤلات حول طريقة التعامل مع الأزمة الاقتصادية في البلاد.
بداية المشكلة
ونقلت وكالة "أسوشيتدبرس" عن مسؤولين إن كل شيء بدأ عندما تم قطع الكهرباء خلال ساعات انخفاض الاستخدام لتوفير الطاقة في جميع أنحاء البلاد، لكن الفنيين لم يستطيعوا تشغيل أنظمة الكهرباء بعد الفجر، وهو ما أعاد الذاكرة إلى انقطاع الكهرباء الكبير في يناير2021، والذي عزت السلطات سببه في ذلك الوقت إلى عطل فني في نظام توليد وتوزيع الطاقة في باكستان.
الانقطاع استمر أكثر من 12 ساعة
وانقطعت الكهرباء عن العديد من المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة إسلام أباد، والبلدات والقرى النائية في جميع أنحاء باكستان لأكثر من 12 ساعة، ومع استمرار انقطاع التيار الكهربائي حتى بداية ليل اليوم الاثنين، نشرت السلطات المزيد من رجال الشرطة في الأسواق في جميع أنحاء البلاد لتوفير الأمن، وأعلن مسؤولون في وقت متأخر من اليوم إعادة تشغيل الكهرباء في العديد من المدن، بعد حوالي 15 ساعة من الإبلاغ عن انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق.
تعطل خدمات المياه والكهرباء في المدارس والمستشفيات
وفي وقت سابق، تسبب انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد في حرمان الكثيرين من مياه الشرب، حيث تعطلت المضخات التي تعمل بالكهرباء عن العمل، وانقطعت الكهرباء عن المدارس والمستشفيات والمصانع والمحلات التجارية وسط طقس الشتاء القاسي.
وزير الطاقة: الكهرباء تعود تدريجيا
ونقلت "أسوشيتدبرس" عن وزير الطاقة خورام داستغير قوله إن المهندسين يعملون على استعادة الطاقة في جميع أنحاء البلاد وحاولوا طمأنة الأمة بأن الكهرباء ستعود بالكامل، ووفقًا لداستغير، ينخفض استخدام الكهرباء عادةً خلال فصل الشتاء، على عكس أشهر الصيف عندما يلجأ الباكستانيون إلى استخدام تكييف الهواء، بسبب الحرارة.
إغلاق شبكة الكهرباء
وقال داستغير: "كإجراء اقتصادي، قمنا بإغلاق أنظمة توليد الطاقة لدينا مؤقتًا ليلة أمس، وعندما حاول المهندسون إعادة تشغيل الأنظمة، لوحظ تذبذب في الجهد الكهربي، ما أجبر المهندسين على إغلاق الشبكة التي تضم محولات الطاقة واحدًا تلو الآخر"، وأصر داستغير على أن انقطاع التيار الكهربائي لا يشكل أزمة كبيرة، وأن الكهرباء كانت تعود على مراحل، في العديد من الأماكن والشركات والمؤسسات الكبيرة، بما في ذلك المستشفيات والمرافق العسكرية والحكومية، وبدأت المولدات الاحتياطية في العمل، وأضاف داستغير في مؤتمر صحفي أن رئيس الوزراء شهباز شريف أمر بإجراء تحقيق في الانقطاع.
وقبيل منتصف الليل، عادت الكهرباء إلى كراتشي، أكبر مدينة ومركز اقتصادي في البلاد، وفي العديد من المدن الكبرى الأخرى بما في ذلك روالبندي وكويتا وبيشاور ولاهور، عاصمة مقاطعة البنجاب الشرقية، وفي لاهور تم نشر إشعار "مغلق" على محطات المترو، حيث كان عمال السكك الحديدية يحرسون المواقع والقطارات المتوقفة على القضبان، ولم يكن معروفًا متى سيتم إعادة تشغيل المترو.
مصادر الطاقة في باكستان
وتحصل باكستان على 60٪ على الأقل من الكهرباء من الوقود الأحفوري، بينما يتم توليد ما يقرب من 27٪ من الكهرباء عن طريق الطاقة الكهرومائية، بينما تبلغ مساهمة الطاقة النووية والشمسية في شبكة الكهرباء الوطنية حوالي 10٪.
وتعاني باكستان أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية في البلاد في السنوات الأخيرة وسط تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي، وقد أجبر ذلك السلطات على طلب إغلاق مراكز التسوق والأسواق بحلول الساعة 8:30 مساءً للحفاظ على الطاقة.