شهدت العاصمة العراقية، اليوم، اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الرابعة والثلاثين، برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وتواكب القمة العربية في بغداد لحظة تاريخية مهمة إذ ستعقد عليها آمال كبيرة، لتتناولها مختلف القضايا العربية، على رأسها الحرب الوحشية في قطاع غزة، وحصار المساعدات الإنسانية، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع".
تسلم وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، من نظيره البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية ببغداد، لعقد القمة العربية الرابعة والثلاثين.
القضية الفلسطينية
وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الخميس، أن اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية، يأتي في مرحلة حساسة من تاريخ الأمة العربية تتطلب توحيد جهودنا، فيما اقترح تشكيل لجنة عليا لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء.
وتابع: " القضية الفلسطينية تبقى قضيتنا المركزية والعراق يجدد مواقفه السابقة ودعمه للشعب الفلسطيني بتحرير أرضه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، مع ضرورة السماح بإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني وإعادة عمل منظمات الإغاثة".
لحظة تاريخية وآمال كبيرة
بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن قمة بغداد المزمع عقدها السبت المقبل ستواكب لحظة تاريخية مهمة وستعقد عليها آمال كبيرة، فيما أشار الى أنها ستتناول مختلف القضايا العربية.
وأشار الأمين العام إلى أن الاجتماع ينعقد في وقت يشهد فيه الإقليم والعالم تطورات خطيرة لها تداعيات جسيمة على الدول العربية، ولا أبالغ إذا قلت إن القمة تُواكب لحظة تاريخية مهمة في التاريخ العربي الحديث، وتُعقد عليها آمال كبيرة".
رسالة موحدة
واستطرد، أن "إخواننا في فلسطين يتعرضون لإحدى أبشع حروب الإبادة في التاريخ، وضحاياهم هم ضحايانا، وآلامهم هي آلامنا، وقضيتهم هي قضية هذه الجامعة، وقضية الأمة العربية كلها".
وأعرب عن "تطلعه إلى أن تخرج هذه القمة برسالة موحدة تطالب بوقف فوري لحرب الإبادة، ووضع حد لمخططات متطرفي اليمين في حكومة الاحتلال، التي أثبتت أنها لا تعرف نهاية ولا هدفاً سوى استمرار العنف والتوتر، ليس فقط في فلسطين بل في سوريا ولبنان أيضًا".
البنود الثمانية
ويتضمن جدول الأعمال ثمانية بنود رئيسة تشمل مختلف ملفات العمل العربي المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، وذلك تمهيدًا لرفع هذه المشروعات إلى القادة ورؤساء الدول والحكومات في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الرابعة والثلاثين بعد غد السبت.
ويتضمن مشروع جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة – الدورة العادية (34)، تقرير رئاسة القمة للدورة (33) حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام حول العمل العربي المشترك.
مواجهة الاستيطان
وفي ملف القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي ومستجداته، تستعرض القمة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ومتابعة تطورات الاستيطان، الجدار، الانتفاضة، الأسرى، اللاجئين، الأونروا، والتنمية، إلى جانب دعم دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، والجولان العربي السوري المحتل.
التضامن مع لبنان
ويشمل جدول الأعمال أيضًا بنودًا خاصة بالشؤون العربية والأمن القومي، والتي تشمل التضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الوضع في سوريا، ودعم السلام والتنمية في السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، وتطورات الوضع في الجمهورية اليمنية، ودعم جمهورية الصومال الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا.
احتلال إيران للجزر العربية
كما يشمل جدول الأعمال القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها احتلال إيران للجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وأبو موسى) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، واتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وقضية سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على الأمن المائي العربي.
ويُختتم جدول الأعمال ببنود إجرائية تتضمن تحديد موعد ومكان انعقاد الدورة العادية (35) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، إلى جانب مشروع إعلان بغداد الذي سيصدر في ختام أعمال القمة ويضمن رؤية القادة العرب بشأن القضايا المطروحة على القمة.
المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب
ويطرح جدول أعمال القمة كذلك عددًا من القضايا الاستراتيجية والتنموية، من بينها متابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
وكان وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعًا تشاوريًا مغلقًا في العاصمة العراقية بغداد، وذلك قبيل انطلاق الاجتماع الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة للتنسيق والتشاور حول أبرز الملفات المدرجة على جدول أعمال القمة، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، ومستجدات الأوضاع في عدد من الدول العربية، فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية المؤثرة على الأمن القومي العربي.