أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، في ظل تصاعد الصراع المسلح وتزايد أعداد النازحين في مناطق متعددة من البلاد.
وجدّد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم المنظمة الدولية، دعوته لجميع أطراف النزاع إلى وقف القتال فورًا، والامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، بما يضمن حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام وبدون عوائق إلى جميع المحتاجين، كما ناشد المجتمع الدولي تعزيز دعمه للاستجابة الإنسانية في السودان، محذرًا من أن استمرار التدهور قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية وتفاقم الكارثة الإنسانية القائمة.
نزوح جماعي
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 36 ألف شخص نزحوا أخيرًا من ولاية غرب كردفان بسبب تصاعد انعدام الأمن، مع الإشارة إلى أن عددًا كبيرًا من هؤلاء النازحين اضطروا للفرار للمرة الثانية، بعدما سبق تهجيرهم من مناطقهم الأصلية.
وفي شمال دارفور، أدى تصاعد التوترات الأمنية في مخيم أبو شوك وأجزاء من مدينة الفاشر إلى نزوح أكثر من ألفي شخص، حيث لا يزال معظمهم داخل الفاشر، بينما توجه آخرون إلى منطقة طويلة المجاورة بحثًا عن الأمان.
تفاقم أزمة الغذاء
من جهة أخرى، أطلق العاملون في المجال الإنساني تحذيرات من أن الوضع الغذائي في السودان يزداد خطورة، في ظل الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية. وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن البلاد تواجه خطرًا متصاعدًا خلال موسم العجاف القادم، الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر، ما لم تُقدم مساعدات عاجلة ويُسمح بوصولها الكامل إلى المتضررين.
أرقام مفزعة
يُذكر أن الحرب المستعرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وميليشيا قوات الدعم السريع، تسببت في مقتل ما يزيد على 20 ألف شخص، وتشريد أكثر من 14 مليون نسمة داخل وخارج البلاد، بحسب تقارير محلية ودولية، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم حاليًا.