أكد مجلس النواب الليبي، اليوم الأربعاء، أنه يتابع بقلق بالغ ما تشهده العاصمة طرابلس من اشتباكات مسلحة طالت معظم أحيائها، وتهدد أمن وسلامة المواطنين، وتروع الآمنين، وتلحق أضرارًا جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك مؤسسات الدولة، تحت ذريعة احتكار الحكومة للسلاح.
وقالت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي في بيان، إن استمرار هذه الأعمال العدائية لا يخدم أي مصلحة وطنية، بل يزيد من معاناة المدنيين، ويعمق حالة الفوضى، ويفاقم الدمار، ويزرع الخوف في قلوب النساء والأطفال، ويشل الحياة في العاصمة.
وأضافت اللجنة، "نُحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة لكل من كان سببًا في اندلاع هذا القتال العبثي، وندعو إلى الوقف الفوري لهذه العمليات المسلحة، والعودة إلى لغة العقل والحوار، وتغليب مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الضيقة".
وأكدت الرفض القاطع وإدانتها الشديدة لهذه الاعتداءات، ودعت كل الأطراف إلى تحكيم صوت الحكمة، والجنوح إلى السلم، ووقف كل الأفعال غير المسؤولة التي تقوض أمن طرابلس وتهدد استقرار البلاد.
وشهدت العاصمة الليبية، فجر الثلاثاء الماضي، اشتباكات دامية باستخدام قذائف وأسلحة ثقيلة في منطقتي عين زارة وصلاح الدين الواقعتين بضواحي طرابلس، إضافة إلى حالة من الفوضى والارتباك التي تشوب شوارع منطقة أبوسليم، التي تعتبر معقلًا لجهاز الدعم والاستقرار في طرابلس، بعد إعلان مقتل رئيس الجهاز عبدالغني الككلي، الشهير بـ"غنيوة الككلي" داخل مقر "اللواء 444 قتال" التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، مساء الاثنين.
وجاءت الاشتباكات بعد أيام من تحشيدات وتحركات عسكرية تابعة لمدن مصراتة والزاوية والزنتان نحو العاصمة طرابلس، إثر تصاعد الخلافات بين جهاز الدعم والاستقرار والقوة المشتركة بمصراتة.