يبدو كوكب المريخ باردًا وجافًا، يسيطر عليه اللون الأحمر دون وجود أي أثر للحياة على سطحه، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن هذا الكوكب كان مليئًا بالبحيرات والأنهار والبحار منذ ما يقرب من أربعة مليارات سنة.
ففي تقرير طويل نشرته صحيفة الصن البريطانية، نقلًا عن بحث مطول نُشر في مجلةNational Science Review، بالتعاون بين جامعة أستراليا الوطنية، والأكاديمية الصينية للعلوم، وجامعة ميلانو بيكوكا، يعتقد العلماء أن كوكب المريخ كان يحتوي قبل 3.1 مليار سنة على مياه متلألئة بكميات كبيرة. لكن تسربت بعض هذه المياه إلى الفضاء الخارجي، فيما تجمد البعض الآخر على قمم الجبال. ولا يزال العلماء يعتقدون أن كميات كبيرة من هذه المياه ما زالت مخزنة تحت الأرض على عمق يتراوح ما بين 700–900 متر تحت السطح، وفق ما ذكره البروفيسور هرفوي تكاليتش من جامعة أستراليا الوطنية.
وبناءً على البيانات الزلزالية التي جمعها مسبار وكالة ناسا الأمريكية للفضاء المعروف باسم Insight، والذي أُطلق عام 2018، قال البروفيسور: "كشفنا أن الموجات الزلزالية تتباطأ في الطبقات ما بين 5.4 و8 كيلومترات تحت سطح الكوكب الأحمر، والذي قد يكون بسبب وجود الماء السائل في باطن الكوكب".
وبناءً على البيانات التي تم تجميعها، يعتقد العلماء أن هذه الصخرة المسامية تتكون على شكل ملعقة، ومملوءة بالكامل بالماء السائل. وهي كمية يمكنها تغطية سطح الكوكب بالكامل بالماء بعمق يتراوح ما بين 520 و780 مترًا، ما يمثل عدة أضعاف كمية المياه في قارة أنتاركتيكا على كوكب الأرض.
لكن الخبر المحزن أن هذه الموجات التي تم رصدها لا تغطي إلا جزءًا بسيطًا من الكوكب، حيث نحتاج إلى عدة مسبارات للكشف عن الكوكب بأكمله.
ويرى تكاليتش أنه إذا نجحنا في الحفر والوصول إلى هذه المياه، ربما نجد حياة فيها، فعادةً ما تتكون الميكروبات في المياه الجوفية على كوكب الأرض، وبذلك ستكون هذه هي أول مظاهر الحياة التي يتم رصدها خارج كوكبنا.
ويضيف تكاليتش: "بالتأكيد فإن الحفر على هذا العمق خارج كوكبنا يعتبر تحديًا كبيرًا، لكننا في حال نجاحنا سنستطيع استخلاص المياه والأكسجين والوقود للصواريخ".
وإذا ثبتت هذه النظرية، سيكون ذلك تفسيرًا منطقيًا للشقوق الموجودة على سطح الكوكب، والتي يُعتقد أن المياه قد تسربت منها إلى باطن الكوكب، فيما يرى آخرون أن هذه الشقوق قد سببتها نيازك اصطدمت بالكوكب من قبل.
ويعتقد البروفيسور الأسترالي أن الطبقات الدافئة ستحتوي على مياه سائلة، بعكس الطبقات المتجمدة في الكوكب الأحمر.
معلومات عن كوكب المريخ:
يُقدَّر حجم كوكب المريخ بنصف حجم كوكب الأرض.
متوسط درجة الحرارة على سطح الكوكب: -62 درجة مئوية.
أقرب نقطة بين كوكب المريخ وكوكب الأرض تُقدَّر بـ34 مليون ميل.
يمكن الوصول إلى المريخ من الأرض خلال 7 أشهر.