يفتح إطلاق السراح المحتمل للجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، اليوم الاثنين، بعد أكثر من 580 يومًا من الاحتجاز في غزة، الباب على مصراعيه أمام موجة من الانتقادات الموجهة لحكومة بنيامين نتنياهو، في أعقاب اتفاق منفرد بين حركة حماس وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تم دون علم أو مشاركة إسرائيلية.
تفاصيل الاتفاق المفاجئ
نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، عن مصدر أمريكي وآخر فلسطيني وطرف ثالث مطلع على المفاوضات، أن حركة حماس وافقت على الإفراج عن عيدان ألكسندر "بادرة حُسن نية" تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل زيارته المرتقبة للمنطقة، على أمل أن يقنع ترامب بدوره إسرائيل بالتوقيع على صفقة شاملة تضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين مقابل إنهاء الحرب في قطاع غزة.
والمثير للجدل، وفق الصحيفة، أن المفاوضات جرت بمعزل تام عن الحكومة الإسرائيلية، التي لم تكن على علم مسبق بالاتفاق، ما فتح الباب واسعًا أمام انتقادات متصاعدة من قادة المعارضة وعائلات الأسرى، بسبب ما اعتبروه تجاوزًا للحكومة الإسرائيلية وفشلًا ذريعًا لنتنياهو في إدارة ملف الأسرى.
فشل دبلوماسي مخزٍ
اعتبر يائير لابيد، رئيس حزب "يش عتيد" المعارض، بحسب ما تشير صحيفة "معاريف" العبرية، أن الاتصالات المباشرة بين حماس والولايات المتحدة تمثّل "فشلًا دبلوماسيًا مخزيًا" للحكومة الإسرائيلية وزعيمها نتنياهو.
وأضاف "لابيد"، كما نقلت المصادر، على الرغم من الترحيب بعودة عيدان ألكسندر: "الأسرى ملكنا، ومسؤولية عودتهم تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية"، داعيًا إلى التوصل لصفقة تبادل أوسع تعيد جميع الأسرى من غزة.
وفي السياق ذاته، صرّح عضو الكنيست هيلي تروبر بأنه "من المؤسف أن مقاتلًا من لواء جولاني تم أسره وهو يرتدي زي الجيش الإسرائيلي، أثناء خدمته داخل إسرائيل، يعود إلى وطنه بفضل دولة أجنبية، وهذه الدولة هي من أبلغت عائلته بعودته، دون أن تتمكن إسرائيل التي أرسلته إلى المعركة من إعادته".
أما زعيم حزب الديمقراطيين يائير جولان، فقد شنَّ هجومًا أكثر حدة، معتبرًا أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر في صفقة تتجاوز نتنياهو يعد "كابوسًا للإسرائيليين". واتهم جولان رئيس الوزراء صراحة "بالتخلي عن مواطنيه وتركهم لرحمة قوى أجنبية"، داعيًا إلى استعادة جميع الأسرى دفعة واحدة فورًا.
التخلي عن المحتجزين
رحّبت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بالإفراج عن عيدان ألكسندر، لكنها اعتبرت في بيان أوردته صحيفة "يديعوت احرونوت" أن الاتفاق الذي لم تكن إسرائيل جزءًا منه يؤكد أن "لا علاقة لحكومة إسرائيل بإعادة محتجزيها".
وأضافت الهيئة: "يجب أن نخرج من تصورات نتنياهو بأن الحرب ستعيد لنا المحتجزين". وجددت عائلات الأسرى دعوتها إلى إنهاء الصراع وإعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة في صفقة شاملة.
من جانبه، وصف والد الجندي المحتجز نمرود كوهين الاتفاق بين حماس وإدارة ترامب بأنه "صفعة قوية لعائلات الأسرى"، معتبرًا أنه "يثبت أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرار التخلي عن المحتجزين لأسباب سياسية".
وأضاف كوهين متحسرًا: "لقد تم إرسال ابننا من قبل الدولة للحماية مثل عيدان ألكسندر، نمرود إسرائيلي ووطني ولم نفكر أبدًا بالحصول على جنسية أجنبية له".
من جهة أخرى تشير والدة الجندي المحتجز ماتان تسانكور إلى أن نجلها كان محتجزًا مع عيدان ألكسندر في النفق ذاته، معربة عن مخاوفها من أن الإفراج عن ألكسندر قد يدفع نتنياهو لاتخاذ قرار "بالتضحية" بابنها.
ووجهت تسانكور، في تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف"، رسالة لابنها قائلة: "عزيزي ماتان، قرر رئيس الوزراء التضحية بك مع رهائن آخرين، هذا انتقامه الشخصي مني. لن أتركك تتعفن هناك، سأقاتل من أجلك كل ثانية وكل لحظة لإخراجك من هذا الجحيم".
وأضافت محذرة: "سألاحق رئيس الوزراء بسبب المعاناة التي يسببها لكم، وبسبب الإساءة التي يرتكبها ضدنا نحن العائلات. وسوف يحاسب على هذا. انتظر يا ماتان".